أكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أن مناسبة العام الهجري الجديد فرصة لاستذكار عطاءات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فهو الملك الإنسان الذي يوجهني دوما بالقرب من الفقراء والمحتاجين والذهاب إليهم والتواصل معهم وحل مشاكلهم، مستطردا القول: هو إنسان يتسع قلبه لأبناء وطنه وقد سطر العام المنصرم مواقف خالدة تجاه وطنه وشعبه وأمته، ولقد تواصلت العملية البنائية كملحمة متفردة على هدف راسخ لإرساء قواعد هذا البناء في هذا الوطن، ويستمر البناء في كل عام، وأضاف: إننا مع مطلع العام الجيد نستذكر مواقف ملك الإنسانية وتوجيهاته السديدة والمستمرة دوما تجاه الفئات المتعاملة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، لتسخير الجهود لنهضة المملكة وتطورها في جميع المجالات، ومنها المجال الاجتماعي الذي يحظى بدعمه ورعايته ومتابعته. وأوجز وزير الشؤون الاجتماعية ثلاثة ملامح بارزة في هذا السياق، أولها البعد الاقتصادي الذي يتمتع بقوة ومتانة فائقتين على رغم ما عانى الوضع الاقتصادي العالمي من حولنا من تعثر وأزمات وانهيارات، أما الملمح الثاني فهو نجاحات الجهاز الأمني على مستوى محاربة الإرهاب واستئصال جذوره وكسر شوكته وقمع فئاته وعناصره، حيث يلمس الجميع نتائج هذه النجاحات الأمنية الموفقة وآخرها تفكيك خلايا الإرهاب المعلن عنها أخيرا، إذ ينعم الوطن والمواطن والزائر والمقيم بالأمن والأمان، أما الملمح الثالث فهو الجانب الاجتماعي الذي يحظى باهتمام ولاة الأمر من زيادة المخصصات وكذلك ما يتوالى من مكارم سامية كان آخرها المكرمة التي صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شهر رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي بتقديم مساعدات فورية لهم تجاوزت المليار ريال. وخلص إلى أن المستقبل المشرق يحمل بشائر الخير والرفاه للوطن والمواطن بما يعزز هذه المسيرة المباركة ويحقق الآمال والطموحات والتطلعات ويلبي المتطلبات والاحتياجات. بدوره اعتبر وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للتنمية الاجتماعية عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق أن التنمية الاجتماعية تمثل الجزء الأهم في التنمية الشاملة وقد بلغت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين شأنا كبيرا نعم فيه المواطن بقدر كبير من الرخاء والرفاهية والاستقرار في مسيرة الخير والعطاء فكان أن تضاعفت المؤسسات الاجتماعية التي تقدم الرعاية على اختلاف أنواعها والخدمة اللازمة لكل الفئات المحتاجة. وأكد أن المجال التنموي يهدف في جوهره إلى تنمية المجتمعات المحلية لرفع كفاية المواطن والنهوض بمستوى أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، لذلك أنشئ العديد من مراكز التنمية الاجتماعية في جميع مناطق المملكة التي تؤكد وتقنع المواطنين بحاجات مجتمعهم المحلي إلى النمو والتطوير وإشراكهم في بحث احتياجاتهم ومشاكلهم وتخطيط برامج الإصلاح اللازمة ومشاركتهم ماديا وأدبيا في سبيل تنفيذ هذه البرامج، حيث وصل عدد مراكز التنمية الاجتماعية لعام 1431ه إلى 33 مركزا يعمل معها وتحت إشرافها أكثر من 356 لجنة تنمية اجتماعية أهلية، كما وضعت الوزارة خطة لتقييم المراكز تتم عن طريق متابعة أداء وعمل كل مركز ومدى فعاليته في المجتمع مكتبيا وميدانيا، وذلك عن طريق خطة زيارات متكاملة لمراكز التنمية الاجتماعية واللجان العاملة معها للتعرف على مدى فعالية لجان التنمية الاجتماعية الأهلية التي تشرف عليها والتعديل المستمر للبرامج والمشروعات التي تنفذها اللجان بما يتوافق مع المتغيرات التي يعيشها المجتمع السعودي والتعرف على المعوقات التي تعوق نجاح برامج لجان التنمية الاجتماعية الأهلية والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية للقضاء عليها. وأوضح أن الوزارة تولي عناية واهتماما بالجمعيات والمؤسسات الخيرية إيمانا بأن النشاط الخيري والتعاوني يمثل جانبا هاما من جوانب النشاط الاقتصادي الوطني وعنصرا أساسيا في برامج تنمية المجتمعات المحلية بمبادرة ومشاركة جماعية للمواطنين وبالاعتماد على الموارد المادية والبشرية التي يمكن توفرها محليا حيث وصل عدد الجمعيات الخيرية لعام 1431ه إلى 591 جمعية و88 مؤسسة خاصة تشرف عليها الوزارة وتدعمها بالنواحي المالية والإدارية والفنية وتقديم الدعم والمشورة الفنية لها، ويبلغ مقدار الإعانة المخصصة للجمعيات من قبل الوزارة أكثر من 300 مليون ريال، وتقوم الجمعيات بمساعدة المحتاجين من خدماتها بمبالغ تتجاوز 1.6 مليار سنويا، كما تحرص هذه الوزارة على تطوير العمل بالجمعيات الخيرية وذلك من خلال النظام الموحد للجمعيات الخيرية والذي يهدف إلى ربط الجمعيات والمؤسسات الخيرية على مستوى المملكة بنظام آلي موحد تم تصميمه من قبل الوزارة يعمل على ميكنة عمل الجمعيات والمؤسسات الخيري وتحويل بيئة العمل إلى بيئة إلكترونية وفق متطلبات العمل بتلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وكذلك مشروع الخير الشامل والذي يهدف كذلك إلى بناء قاعدة شاملة للوزارة تشمل جميع التبرعات الواردة والصادرة من وإلى مختلف الشرائح العاملة في القطاعات الخيرية التابعة للوزارة، إضافة إلى أن الوزارة قامت بالتعاقد مع عدد من المكاتب المحاسبية وذلك بهدف القيام بمراجعة محاسبية شاملة سجلات ودفاتر ومستندات الجمعيات والمؤسسات الخيرية وتقديم تقارير ربع سنوية لكل من أعضاء مجالس إدارة الجمعيات الخيرية وللوزارة وإعداد الحسابات الختامية في نهاية السنة المالية كذلك تقوم الوزارة بتوجيه دعم الجمعيات الخيرية لتدريب وتأهيل المستفيدين من الجمعيات حتى يكونوا أفرادا عاملين. وبدورها، أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز رئيسة جمعية الفيصلية في جدة أن الشعب السعودي يتمنى لخادم الحرمين الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى البلاد والاستمرار في العمل على نهضة البلاد التي أخذت قفزات كبيرة خلال عهده والتي استمر فيها على نهج المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز. واعتبرت أن الملك عبدالله وجه وأسس للقضاء على الفساد الإداري والمالي بما يساهم في تطوير الأجهزة الحكومية وأدائها للوصول إلى اخذ المواطن حقوقه للعيش بكرامة. ووضعه لبنة تحتية للمعرفة والعلم التقني الحديث الذي يساهم في نهضة الوطن مع الاستمرار في سياسته التي عرف بها والتي تشكل الأسس للسياسة السعودية. وقال مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي إن ملك الإنسانية دعم مخصصات الضمان الاجتماعي بقرارات عدة من بينها: رفع نسبة الضمان الاجتماعي 73 في المائة، وأمر بمعونة رمضان للمستفيدين ثم أمر بمعونة شتوية، كما أمر برفع مستحقات الضمان الاجتماعي.
الإسلام دين السلام.. مفهوم رسخه الملك عبد الله
طالب بن محفوظ جدة «الإسلام دين السلام لكل العالم».. ديدن خادم الحرمين الشريفين، تضمن ذلك أعمالا كبيرة ومتعددة، أبرزها: محاربة الإرهاب وتغييب الفكر الضال، حوار أتباع الأديان والحضارات، الحوار الوطني وتفاعل المسؤول والمواطن، قصر الفتوى على كبار العلماء، التسهيل على حجاج بيت الله الحرام واستضافة العديد منهم، الارتقاء بأداء المنظومة القضائية، مشاريع توسعات الحرمين الشريفين، ومشروع سقيا زمزم آليا. هذه النماذج من الأعمال الكبيرة تحت محور «الإسلام دين السلام لكل العالم» تنطلق بشهادات تخرج من ألسن كبار المسؤولين وعلماء الأمة ومفكريها. يؤكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في محور «محاربة الإرهاب» أن تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب سجلت نتائج رائعة، خصوصا في استصلاح أصحاب الفكر المتطرف، مشيرا إلى أن محاربة الإرهاب واجب شرعي سعت المملكة فيه بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين في جميع قطاعاتها لمحاربة هذه الفئة الضالة، مبينا أن هذا من الواجبات العظيمة شرعا وعقلا، ومن المحتمات لكل من لديه غيرة ووفاء وإخلاص لدينه ثم مليكه ووطنه، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب واجبة علينا جميعا خاصة من يملكون أدوات المواجهة من أهل العلم في أداء واجب المواجهة الدينية، ورجال الأمن لأداء المواجهة الأمنية، مبينا أن الإرهاب اليوم أعظم خطرا من الجرائم الأخرى؛ لأن الإرهابيين معتدون على الوطن. وفيما يتعلق ب «حوار أتباع الأديان»، يؤكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن الدكتور عبدالسلام العبادي أن الحوار قضية تفرض نفسها على الساحة العالمية، وتأخذ هذا البعد المهم في إطار الدعوة الكريمة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن الحوار الوسيلة الوحيدة المتاحة لتحقيق التعايش والتعارف بين الشعوب والأمم والقبائل، وهو الذي يمثل محاولة جادة لإزالة أسباب التوتر والصراع بينها وتحقيق التفاهم على قواعد لضبط الواقع الإنساني على مستوى الأمم والشعوب والدول في إطار من مبادئ العدل والمساواة والاحترام المتبادل، موضحا أن البشر باختلاف فئاتهم وقبائلهم وشعوبهم لابد أن يلتقوا في إطار التعارف، وهو عنوان للتكامل والتعاون والبحث عن أسلم الصيغ لإعمار الأرض بطريقة تحقق خير الإنسان وسعادته. أما «الحوار الوطني»، فيتحدث عنه عضو اللجنة الرئاسية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، حيث يوضح أن المركز الذي أنشئ في عهد خادم الحرمين الشريفين، أحدث حراكا حواريا في المجتمع السعودي، من خلال لقاءاته المستمرة طوال السنوات الماضية وتركيزه على مناقشة القضايا الحيوية، مبنيا أن اللقاءات الوطنية للحوار الفكري أتاحت المجال أمام مختلف المشاركين والمشاركات لطرح آرائهم وتصوراتهم الموضوعية حول موضوعات تهم قطاعات كبيرة في مجتمعنا السعودي، مشيرا إلى أن ذلك يمثل إضافة نوعية من المركز لمناقشة قضايانا الوطنية التي تعبر عن احتياجات المواطنين وآمالهم، وأضاف: «إن توجه المركز إلى عقد اتفاقيات شراكة مع قطاعات حكومية وأهلية في المملكة يبرز الدور الذي يقوم به في التواصل مع مختلف القطاعات لنشر الثقافة الحوارية، ترسيخ مبادئ الاعتدال والوسطية والتسامح في مجتمعنا، والحفاظ على منجزات الوطن ومكتسباته وثوابته». وإذا تطرقنا إلى أبعاد «قصر الفتوى على كبار العلماء»، فإنه وجد ارتياحا كبيرا من العلماء داخل المملكة وخارجها، فيوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الدكتور عبدالمعطي بيومي أن الإجراء الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين على اقتصار الفتوى على هيئة كبار العلماء في المملكة مناسب للوضع الراهن الذي نعيشه بعد أن كثرة الفتاوى الصادرة عن غير العلماء، حتى أصبح غير المؤهل يتصدر لها، مشيرا إلى ذلك الإجراء أخرج الأمة من العبث من غير أهلها. وللحديث حول موضوع «الارتقاء بأداء المنظومة القضائية»، فيؤكد المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان أن قرار خادم الحرمين الشريفين بتطوير مرفق القضاء سابقة تاريخية، ويعد اهتماما بالمصلحة العامة، مبينا أن مثل هذه القرارات السامية تثلج الصدور، وتبشر بخير كبير سينقل القضاء في المملكة لأرقى المستويات. وحول توسعة الحرمين الشريفين، ومشروع سقيا زمزم في منطقة كدي في مكةالمكرمة، يشير الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين أن الله تعالى أكرم خادم الحرمين الشريفين للقيام بأكبر توسعة للمسجد الحرام في التاريخ، مشيرا إلى الطاقة الاستيعابية لمساحة المشروع تبلغ مرة ونصف المرة بقدر الطاقة الاستيعابية للمساحة الحالية المتاحة للمصلين، موضحا أن مشروع سقيا زمزم التاريخي في جوهره تطوير لسبيل الملك عبدالعزيز ويحقق أهدافه، مبينا أنه يهدف إلى رفع المعاناة في الوصول إلى ماء زمزم، توفير ظروف أفضل للسلامة والأمن، وحماية الماء المبارك من التلوث بعد خروجه من البئر ومن الغش عند تداوله. وعند الحديث عن الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، فإنها متعددة وكبيرة لا يمكن حصرها في عجالة، وهو ما يوضحه وزير الأوقاف والإرشاد في اليمن القاضي حمود عبدالحميد الهتار، مشيرا إلى أن استضافة الحجاج وخدمتهم والسهر على راحتهم وتوفير الأمن لهم، هدف للمملكة وقادتها، حيث سخرت الجانبين المالي والبشري لهذا الهدف السامي الكبير، فنفذت المشروعات الكبيرة في الحرمين الشريفين، وفي المشاعر المقدسة بمئات المليارات من الريالات، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة أولت هذا الأمر اهتماما كبيرا.