«الإسلام دين السلام لكل العالم».. ديدن خادم الحرمين الشريفين، تضمن ذلك أعمالا كبيرة ومتعددة، أبرزها: محاربة الإرهاب وتغييب الفكر الضال، حوار أتباع الأديان والحضارات، الحوار الوطني وتفاعل المسؤول والمواطن، قصر الفتوى على كبار العلماء، التسهيل على حجاج بيت الله الحرام واستضافة العديد منهم، الارتقاء بأداء المنظومة القضائية، مشاريع توسعات الحرمين الشريفين، ومشروع سقيا زمزم آليا. هذه النماذج من الأعمال الكبيرة تحت محور «الإسلام دين السلام لكل العالم» تنطلق بشهادات تخرج من ألسن كبار المسؤولين وعلماء الأمة ومفكريها. يؤكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في محور «محاربة الإرهاب» أن تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب سجلت نتائج رائعة، خصوصا في استصلاح أصحاب الفكر المتطرف، مشيرا إلى أن محاربة الإرهاب واجب شرعي سعت المملكة فيه بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين في جميع قطاعاتها لمحاربة هذه الفئة الضالة، مبينا أن هذا من الواجبات العظيمة شرعا وعقلا، ومن المحتمات لكل من لديه غيرة ووفاء وإخلاص لدينه ثم مليكه ووطنه، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب واجبة علينا جميعا خاصة من يملكون أدوات المواجهة من أهل العلم في أداء واجب المواجهة الدينية، ورجال الأمن لأداء المواجهة الأمنية، مبينا أن الإرهاب اليوم أعظم خطرا من الجرائم الأخرى؛ لأن الإرهابيين معتدون على الوطن. وفيما يتعلق ب «حوار أتباع الأديان»، يؤكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن الدكتور عبدالسلام العبادي أن الحوار قضية تفرض نفسها على الساحة العالمية، وتأخذ هذا البعد المهم في إطار الدعوة الكريمة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن الحوار الوسيلة الوحيدة المتاحة لتحقيق التعايش والتعارف بين الشعوب والأمم والقبائل، وهو الذي يمثل محاولة جادة لإزالة أسباب التوتر والصراع بينها وتحقيق التفاهم على قواعد لضبط الواقع الإنساني على مستوى الأمم والشعوب والدول في إطار من مبادئ العدل والمساواة والاحترام المتبادل، موضحا أن البشر باختلاف فئاتهم وقبائلهم وشعوبهم لابد أن يلتقوا في إطار التعارف، وهو عنوان للتكامل والتعاون والبحث عن أسلم الصيغ لإعمار الأرض بطريقة تحقق خير الإنسان وسعادته. أما «الحوار الوطني»، فيتحدث عنه عضو اللجنة الرئاسية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، حيث يوضح أن المركز الذي أنشئ في عهد خادم الحرمين الشريفين، أحدث حراكا حواريا في المجتمع السعودي، من خلال لقاءاته المستمرة طوال السنوات الماضية وتركيزه على مناقشة القضايا الحيوية، مبنيا أن اللقاءات الوطنية للحوار الفكري أتاحت المجال أمام مختلف المشاركين والمشاركات لطرح آرائهم وتصوراتهم الموضوعية حول موضوعات تهم قطاعات كبيرة في مجتمعنا السعودي، مشيرا إلى أن ذلك يمثل إضافة نوعية من المركز لمناقشة قضايانا الوطنية التي تعبر عن احتياجات المواطنين وآمالهم، وأضاف: «إن توجه المركز إلى عقد اتفاقيات شراكة مع قطاعات حكومية وأهلية في المملكة يبرز الدور الذي يقوم به في التواصل مع مختلف القطاعات لنشر الثقافة الحوارية، ترسيخ مبادئ الاعتدال والوسطية والتسامح في مجتمعنا، والحفاظ على منجزات الوطن ومكتسباته وثوابته». وإذا تطرقنا إلى أبعاد «قصر الفتوى على كبار العلماء»، فإنه وجد ارتياحا كبيرا من العلماء داخل المملكة وخارجها، فيوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الدكتور عبدالمعطي بيومي أن الإجراء الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين على اقتصار الفتوى على هيئة كبار العلماء في المملكة مناسب للوضع الراهن الذي نعيشه بعد أن كثرة الفتاوى الصادرة عن غير العلماء، حتى أصبح غير المؤهل يتصدر لها، مشيرا إلى ذلك الإجراء أخرج الأمة من العبث من غير أهلها. وللحديث حول موضوع «الارتقاء بأداء المنظومة القضائية»، فيؤكد المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان أن قرار خادم الحرمين الشريفين بتطوير مرفق القضاء سابقة تاريخية، ويعد اهتماما بالمصلحة العامة، مبينا أن مثل هذه القرارات السامية تثلج الصدور، وتبشر بخير كبير سينقل القضاء في المملكة لأرقى المستويات. وحول توسعة الحرمين الشريفين، ومشروع سقيا زمزم في منطقة كدي في مكةالمكرمة، يشير الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين أن الله تعالى أكرم خادم الحرمين الشريفين للقيام بأكبر توسعة للمسجد الحرام في التاريخ، مشيرا إلى الطاقة الاستيعابية لمساحة المشروع تبلغ مرة ونصف المرة بقدر الطاقة الاستيعابية للمساحة الحالية المتاحة للمصلين، موضحا أن مشروع سقيا زمزم التاريخي في جوهره تطوير لسبيل الملك عبدالعزيز ويحقق أهدافه، مبينا أنه يهدف إلى رفع المعاناة في الوصول إلى ماء زمزم، توفير ظروف أفضل للسلامة والأمن، وحماية الماء المبارك من التلوث بعد خروجه من البئر ومن الغش عند تداوله. وعند الحديث عن الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، فإنها متعددة وكبيرة لا يمكن حصرها في عجالة، وهو ما يوضحه وزير الأوقاف والإرشاد في اليمن القاضي حمود عبدالحميد الهتار، مشيرا إلى أن استضافة الحجاج وخدمتهم والسهر على راحتهم وتوفير الأمن لهم، هدف للمملكة وقادتها، حيث سخرت الجانبين المالي والبشري لهذا الهدف السامي الكبير، فنفذت المشروعات الكبيرة في الحرمين الشريفين، وفي المشاعر المقدسة بمئات المليارات من الريالات، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة أولت هذا الأمر اهتماما كبيرا.