• بعد وفاة والدي بفترة تقدم ابن عمي لخطبتي، وهو يصغرني بسنة واحدة، وعمري 23عاما، ومع أني حتى اللحظة لست مرتاحة لهذه الخطوبة، وحتى لا أحرج أمي أمام بيت عمي وتحت ضغط أخواني وإخواني وافقت، مع أني غير مقتنعة به، وعقد القران وصار يكلمني بالهاتف، وشعرت بقليل من الراحة، ومع ذلك كلما مر يوم اكتشف أنني لا أريده، وأصبحت أكرهه، حاليا أنا محتارة هل أكمل مشوار الزواج معه أم أفسخ الخطبة، بخاصة أنني لا أشعر تجاهه بأي مشاعر، ولا أتخيل في يوم من الأيام أن يكون لي زوجا، وأشعر أنني غير قادرة على عطائه، وصرت خائفة من الإقدام على خطوة الزواج وأندم بعد ذلك، والمريح في المسألة أن والدتي قالت لي بأنها ستقف معي في أي قرار أتخذه، ومع ذلك أنا خائفة من رد الفعل عند إخواني لأنهم يقولون عنه أنه لا يعيبه شيء، وهو متعلق بي جدا، وبالمقابل أنا لا أعطيه شيئا، ودائما يقول لي: لماذا لا تبادلينني نفس المشاعر؟ وعندها لا أجد إلا الصمت، لذا أرجو منك يا والدي العزيز أن ترشدني إلى الطريق الصواب فأنا أقتنع منك وأعتبرك مثل والدي رحمه الله، وهل يمكن بعد الزواج أن يتغير الحال؟ نجاة جدة مشكلتك مع ابن عمك ليس أنه أصغر منك بسنة، بل المشكلة أنك تخافين من هذا الفارق في العمر مستقبلا، كما أنك على ما يبدو لست مقتنعة به، وتخشين من الارتباط به، وطريق الصواب الذي تطلبين مني إرشادك إليه يتطلب أن تتذكري أن الألفة هي مفتاح الحياة الزوجية، وإن لم تتوافر فسنكون كمن يضع مفتاحا في القفل غير المناسب، وسيبقى باب هذه الحياة مغلقا، ابن عمك يشهد له كل المحيطين به بأنه رجل كما ذكرت في رسالتك لا يعيبه شيء، بمعنى أنه قادر على تحمل مسؤولية الزواج ويحبك، وراض بك كزوجة، فإن كنت راغبة في الزواج حقيقة وصدقا، فعليك أن تعملي عقلك، وإن وجدت أنك غير قادرة على قبوله فلا ترغمي نفسك على ذلك، لأنه بدأ يحس بعدم إقبالك عليه، وبعدم قناعتك به، وهو حاليا في مرحلة شك بعواطفك نحوه، وقد ظهر هذا الشك من سؤاله لك. احسمي أمرك على هذا الأساس ولا تقدمي على الزواج منه ما لم تكوني مقتنعة عقلا وقلبا به، وإلا فأنت ستظلمينه وتظلمين نفسك.