عمري 17 عاما، كلنا بما فينا أعمامنا نسكن في حوش كبير ولكل واحد بيت مستقل، قصتي أنني أحببت ابنة عمي كثيرا، وقد تعلقت بها، وتمنيت أن تكون زوجة لي، وهي في نفس عمري، لكنها تزوجت من رجل من خارج العائلة، وانتقلت للعيش معه إلى مدينه أخرى، وجلست مع نفسي أفكر في حبي لها، وحتى لا تسوء أحوالي أوهمتها أن حبي هو حب مراهقين ومن الأفضل لي أن أنساها وأن التفت لنفسي، وبعد شهرين من زواجها جاءت إلى بيت أهلها لزيارتهم، وما أن سمعت خبر مقدمها حتى تحركت مشاعر حبها وتكرر ذلك كلما زارت أهلها، وأصبحت تائها وغير قادر على نسيانها، فماذا أفعل لأنني محتار جدا وكيف أنساها؟ طارق أبها أن تميل لابنة عمك أمر فطري ومباح، فالميل القلبي أمر لا يحاسبنا الله عليه، بدليل قوله عز وجل: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا)، فالمسألة فيها شقان، الأول لا جناح عليك به، والشق الثاني الذي يحتاج منك أن تعيه جيدا، أن ابنة عمك الآن متزوجة، وأي سلوك تمارسه حتى لو كان عفويا سيلحق الضرر بها وبك، بها سيكون كبيرا لو لاحظ زوجها شيئا يصدر عنك، حتى لو كانت هي لا تشاركك المشاعر والمواقف، وبك لأن سمعتك بين أهلك ستصبح في الحضيض، وفي كل الأحوال لن تستطيع أن تظفر بها بعد أن تزوجت، أما الأمر المهم والذي ينبغي التركيز عليه جيدا، يتعلق بمفهوم الحب، الذي هو في أساسه عطاء، فإذا كنت تحبها حبا حقيقيا فعليك أن تسعى لمصلحتها ولخيرها، أما إن كان حبك أنانيا فستقول باستمرار لماذا لم أكن أنا من يحظى بها، وعندها لو كان حبك أنانيا فإن الأذى سيلحق بك وبها، وأعتقد جازما أنك لست من هذا الصنف، يبقى كيف تبعدها من نفسك؟ هذا أمر أنت نجحت به سابقا حين بقيت بعد شهرين من زواجها غير عابئ بما حدث، وقد عبرت عن ذلك بقولك تعودت على الوضع، وأنت الآن قادر على أن تنساها وتتعود من جديد، فكر بمستقبلك وبنفسك، وتذكر أن المحب الحقيقي هو من يسعى لسعادة من يحب وليس لتعاسته وإلحاق الأذى والضرر به.