خلال معرض الدوحة الدولي للكتاب، الحادي والعشرين، الذي افتتح منذ عدة أيام، لاحظت تنوعا شديدا هذه المرة، وفرة عدد أكبر من دور النشر، كثير منها يشارك لأول مرة، ولا يكون معرض الكتاب عادة، جاذبا للناشرين، إلا إذا حقق نجاحات كبيرة في دوراته السابقة، وهذا بالضبط ما فعله معرض الدوحة للكتاب. نجاح وراء نجاح، وفي كل مرة يوجد جديد، يستهوي عشاق القراءة، بمختلف أعمارهم وأمزجتهم، ولعل معارض الكتب عموما، التي تنعقد بانتظام في بلادنا العربية، هي أكثر شيء يفرحنا، كلما دخلت معرضا، وشاهدت مئات الآلاف من العناوين، وذلك النهم الشرائي الكبير، أحس أن القراءة ما تزال بخير، وأن هناك من يعشق الكتاب ويحرص على اقتنائه. في أحد الأجنحة المشاركة، توجد مخطوطات، ووثائق غريبة، لا أدري كيف جمعت، وكيف ظلت سليمة هكذا وبعضها يرجع تاريخه إلى قرن كامل، مثل أول صحيفة صدرت، أول مجلة ثقافية، كتب يرجع عهدها إلى أربعينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وصور التقطت لمدن كانت نظيفة جدا، وقضى على نظافتها الزمن. تلك الوثائق النادرة، والتي تباع بأسعار زهيدة، لا شك ثروات كبرى لعشاق هواية جمع الأشياء القديمة، أو هواة التاريخ الذين، يحبون أن يرحلوا إليه كلما أحسوا باختناق في الزمن الحالي، وأيضا تشكل إيحاءات جبارة، للكتاب والشعراء الذين يحبون توظيف الماضي، في أعمال شعرية وسردية، وأعتبر المعرض فرصة طيبة للحصول على زاد وفير ربما لن يتوفر في المكتبات العادية. قائمة جائزة البوكر العربية التي أعلنت أخيرا، أحدثت حراكا جيدا كما يبدو، وأشاهد أثناء مروري بالمعرض، قراء كثيرين، يحملون نسخا من القائمة، ويسألون في أجنحة دور النشر، عن الكتب التي وردت فيها، وكانت لحسن الحظ متوفرة في الغالب، وحرص الناشرون على إظهارها بطريقة لافتة، حتى يسهل العثور عليها. وكما قلت من قبل، إن ظهور جائزة بوكر للرواية، في الوطن العربي، أحدث تغيرا كبيرا على مستوى الكتابة والقراءة، صار المبدعون، ينتجون باستمرار، أملا في نظرة من تلك الجائزة، والقراء، يتابعون، ويسألون، ويقرؤون، وبعضهم يضع قوائمه الخاصة للكتاب الذين يتمنى لو دخلوا البوكر. الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب، أيضا لها سطوتها عند الذين يحبون الندوات، وتوجد تركيا هذا العام، ضيف شرف للمعرض، ولا بد حين تذكر تركيا، تذكر معها حضارة بعيدة وممتدة، وثقافة عريضة أنتجت أجيالا مبدعة، وجرت جائزة نوبل الفخمة إليها، حين حصل عليها أورهان باموق.. أيضا توجد مشاريع كبيرة، ويوجد كتاب مدعوم ورخيص، والذي يشاهد عدد الترجمات الرخيصة لكتاب كبار جدا، في جناح الهيئة المصرية للكتاب، لا بد أن يشتري كل الإصدارات، وبسرعة شديدة. إنه مشروع يمنح الثقافة مجانا. شكرا لوزارة الثقافة، التي جعلت من معرض الدوحة الدولي للكتاب، قبلة لناشري العالم، إنها دولة قطر الغنية بإنجازاتها في كل المجالات. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة