هل يوجد مسلم سوي يساوم على أهمية تعلم القرآن، وتعليمه، وحفظه.. أليس هذا القرآن الكريم هو أول ما يستنطقنا به أهلنا عندما نقول أول حرف من الكلام، ألسنا نقرأه على أطفالنا أورادا، ونحثهم على حفظ الآيات، وقصار السور قبل دخول المدارس. إذا ما هذه المساومة الغريبة من الفكر الموجه ضد سعودة حلقات تحفيظ القرآن بوجود آلاف الحفاظ الأفاضل بيننا، وما فرق التعلم من سعودي، أو أجنبي من غير لغتنا وفكرنا، من هذا المنطق الغريب سنطرد حفاظنا السعوديين من الحلقات والتعليم العام ونأتي بحفاظ من دول العالم بعضهم لا ينطق العربية بما يكفي ليعلموا أولادنا حسب رأي البعض، تصور عجيب لتعليم محلي يسمى الحلقات يجب أن يسند لوزارة التربية والتعليم وليس لجمعيات خاصة كما هو حاصل الآن. المعادلة المقلوبة التي خلق منها التشدد مجالا لتهييج عواطف الناس بأن حلقات تحفيظ القرآن الكريم في خطر، وأخذوها سببا جماهيريا لبث حقدهم وكرههم لهذا الوطن الكريم، ومسؤوليه، إذا فالموضوع بمجمله تنفيس سياسي متطرف، لا دخل له بالقرآن وتعليمه وسعودة معلمي حلقاته فيه، هذا بث حاقد على وطننا من خارج الحدود وعلينا أن نحذر الناس الطيبين من الانسياق وراء ما ينشر عن حلقات تحفيظ القرآن التي نتمنى سعودتها بأسرع وقت لضمان أمننا الوطني، وأمن شبابنا من الاختراق، خصوصا، أن الملفات الأمنية تحمل ما يثير الريبة حول بعض معلمي هذه الحلقات الأجانب، وهو شيء ليس جديدا وموجود في السجلات الأمنية، من ينفيه يغالط كثيرا. لدينا في المملكة العربية السعودية ((24,450) حلقة تحفيظ للقرآن، وتزيد حسب إحصائيات العام (1424ه) يعمل بها (20,919) معلما ومعلمة معظمهم أجانب وهو أكبر تكدس للأجانب في قطاع تعليمي خاص خارج التربية والتعليم جاء بفعل فاعل، وهو ما يثير التساؤل أين ذهب حفاظنا ومقرئونا الأفاضل، ولماذا لا نبحث عن العاطلين منهم لسلكهم في هذا العمل التعليمي الخيري بدل الاستقدام الذي طال أمده، خصوصا، أننا نحتاج أي وظيفة يحتلها أجنبي. رأينا البعض من مسيسي الدين تثور ثائرتهم، وينتصرون للمعلمين الأجانب وكأن هناك رابطا خفيا من المصلحة بين هؤلاء المعلمين، وبين المهيجين، فأقاموا الدنيا عبر حملات معارضة من خلال القنوات الفضائية، ومواقع الإنترنت، ومن خلال التراسل، صارخين في وجه محاولة سعودة هذه الحلقات، فلماذا الانتصار لهؤلاء المعلمين الأجانب ضد بطالة المعلمين من خريجي الجامعات السعودية الحافظين المجودين لكتاب الله، وفي خلفية هذا السؤال الكثير من التساؤلات حول وطنية هؤلاء المدعين الحفاظ على القرآن، فهل فرطنا بالقرآن بتغيير معلم بمعلم، وهو ما سوف يعم المملكة قريبا، بإذن الله، لو تسند مهمات الحلقات، والإشراف المباشر عليها لوزارة التربية والتعليم. القرآن الكريم يدرس بكل مراحل التربية والتعليم، ومدارس تحفيظ القرآن، ويبقى توحيد الجهود بضم هذه الحلقات لوزارة التربية والتعليم خيارا أول لنسد الباب الذي تأتي منه الريح. شكرا للأمير خالد الفيصل الذي دق ناقوس الخطر، وعلق جرس البداية في قضية خطيرة عندما أمر بسعودة معلمي الحلقات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة