تفاءل كثيرون من الناس بقيام الطيران المدني بمنع التدخين في المطارات وتمنوا أن تنجح هذه الخطوة الحضارية. وتذكروا وجود أوامر صدرت منذ نحو عشرين عاما تقضي بمنع التدخين في الإدارات الحكومية باعتبار التدخين آفة ومظهرا غير حضاري وأذى يدفع ثمنه المدخنون وغيرهم، ولكن تلك الأوامر لم تجد من ينفذها في حينه وظل هواة التدخين يمارسونه على مكاتبهم وفي الردهات، وقد تقابل موظفا يستلم المعاملة منك بيد ويمسك السيجارة بيده الأخرى وينفث الدخان في وجهك فلا تملك إلا كتم أنفاسك برهة حتى لا تنتقل سحب الدخان إلى رئتيك البريئتين فتصبح من جماعة التدخين السلبي الذين يتضررون من التدخين أكثر من المدخنين أنفسهم حسب تصريحات الأطباء وأخصائيي البيئة المعذبة !. وقد سبق لي شخصيا استخدام مصاعد في مبان حكومية فوجدت رائحة الدخان تعبئ المصعد مما يؤكد استخدام مدخن عتيد للمصعد قبل صعودي إليه، ولو أنني ركبت معه وشاهدته يخرج علبة السجائر ويشعل واحدة منها فقد لا تسعفني شجاعتي لمنعه أو زجره لاسيما إن كان مفتول الذراعين على استعداد للدخول في «أخت المعارك» من أجل عين معشوقته السيجارة التي قد لا يدعها حتى تسد كل شرايينه وتجعله يكح ليل نهار، فإن كانت هيئة الطيران المدني قد غارت على مطاراتها وعزمت على محاربة التدخين والمدخنين فإن الأولى بالقيادات الإدارية في المصالح الحكومية أن يكونوا أكثر غيرة على إداراتهم وهم قادرون إذا ما أرادوا على منع التدخين ومعاقبة الموظف العاصي بما يستحق من عقوبات لأن ضرر فعلته متعد إلى الآخرين وفيه إساءة بالغة لسمعة الإدارة التي يعمل فيها، كما أن عتاة المدخنين لم تنفع معهم توعية ولا نصح ولا موعظة ولا صورة الطفل الذي يحمله أبوه المدخن وهو يقول له ببراءة لا تقتلني يا بابا.. فمثل هؤلاء يحتاجون لعقوبات رادعة تطبق بحقهم حيث يوجد في العديد من دول العالم أنظمة تمنع التدخين في الأماكن العامة وفي المباني المغلقة وفي الدوائر الحكومية والشركات.. وقد دخلت مطاعم وأسواق الكفار عشرات المرات فلم أجد أمامي مدخنا واحدا لأن ذلك ممنوع لديهم وعقوباته صارمة !؟. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة