أصبت بخيبة أمل بعد قراءتي لإحصائية صحية نشرت في الصحف قبل فترة جاء فيها أن عدد السادة والسيدات المدخنين والمدخنات من شعبنا الأبي تزيد على خمسة ملايين شخص وأنهم يحرقون على شراء الدخان بجميع أنواعه نحو سبعة آلاف مليون ريال سنويا، ويحرقون من صحتهم وصحة من حولهم مما هو أعلى وأغلى من ذلك المبلغ النقدي، وسبب إصابتي بخيبة أمل أنني كنت أتوقع انحسارا ولو بسيطا في أعداد المدخنين بعد حملات التوعية التي تقودها وزارة الصحة والأطباء وجمعية مكافحة التدخين وملصقات «لا تقتلني يا بابا» التي يظهر فيها رجل مدخن يحمل طفلا رضيعا في يديه وفي اليد الأخرى سيجارة مشتعلة، وذلك في محاولة لتذكير كل أب أو أم بأن ممارسة التدخين أثناء حمل الأطفال أو بالقرب منهم في غرفة واحدة يعني قيام صغارهم بالتدخين السلبي الذي هو أشد خطرا من التدخين الذي يقوم به المدخن نفسه، وأن الطفل قد يألف النيكوتين وهو رضيع فيقلع بعد ذلك عن الرضاعة، ويبدأ مبكرا مرحلة التدخين لاحقا بوالده أو والدته أو بكليهما معا وهكذا يتم توارث هذه العادة السيئة الضارة من جيل إلى جيل، ولم تنفع أيضا الإحصائيات العالمية والإقليمية التي تربط بين انتشار سرطان الرئة المدمر القاتل وبين التدخين وأنه يقود للفشل الرئوي الذي ليس بعده حياة، بل إن بعض المدخنين قد يصاب بنوبة قلبية وتعمل له قسطرة أو عملية جراحية أو توسعة للشريان التاجي بالبالون، فإذا تشافى وعوفي عاد إلى التدخين، وقال لمن حوله: في سقر! وما أدراك ما سقر!؟. أما معشر غير المدخنين الذين يخالطون بحكم العشرة والصحبة والزمالة والقرابة فئة المدخنين فإن خوفهم أو حياءهم أو جهلهم يمنعهم من الاحتجاج ضد ما يصيبهم من أضرار بسبب التدخين السلبي الذي يمارسونه وهم يعلمون أو لا يعلمون!. والحاصل والفاصل أن جهود محاربة التدخين والتوعية بأضراره قد باءت بالفشل الذريع... للأسف الشديد!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة