كالعادة، حازت وزارة التربية والتعليم على نصيب الأسد من الميزانية!. عليه، فما يُضير الوزارة لو اقتطعت شعرة صغيرة ورفيعة من الأسد؟ يعني كَمْ مليون ريال، لتنفيذ برنامجٍ يُقْلِع معه المعلِّم السعودي عن التدخين، سجائر كان أم مُعسِّلاً أم شيشة؟!. مشاهداتي الشخصية تُشير إلى تحوّل المُعلِّم السعودي إلى مدخنة، مثل مداخن محطات تحلية مياه البحر! مع فارق وحيد هو أنّ المداخن (تشفط) الدُخان وتنفثه ليشرب الناسُ مِياهاً عذبة، بينما المعلِّم المُدخِّن يفعل ذلك ليضرّ نفسه ويضرّ أجيالنا المستقبلية، لتقليد بعضهم له، فهو لهم.. قُدْوة تُحْتذى!. (يَخْوَنّا): لقد صار مُعتاداً أن يتسلّل المعلِّم المُدخِّن من مدرسته خلال وقت الدوام الرسمي طلباً للتدخين، في السيارة والشارع والمقهى، وأن يتسوّل سيجارة ولو من طُلاّبه إن خلا جيبه منها، وأن يشرح كم كلمة في صفّه ويكحّ معها كُحْ.. كُحْ.. كُحْ بالبلغم، دون تدخّلٍ من مُدير المدرسة أو الوكيل أو المُراقب أو الإداري أو الفرّاش أو الحارس، لأنّ بعضهم مثله، يا لطيف، مُبتلى بالتدخين!. يُقال إنّ الوزارة تُخيِّر المعلِّمَ المُدخِّن بين التدخين أو الاستقالة، لإيمانها بألاّ صحّة للجمع بين التعليم والتدخين، كما لا يصحّ للزوج أن يجمع بين الأختيْن إلاّ ما قد سلف، لكن يبدو أنّ الزوج جمع بينهما وهما حيّتان، ويُقال أيضاً أنّ الوزارة لا تقبل مُعلِّماً جديداً مُدخِّنا، لكن يبدو أنّ كثيراً من المُعلِّمين الجُدد مُدخِّنون لدرجة الإدمان، ويُقال الكثير ممّا أشاهد عكسه، ولهذا لن أصدّق بعد الآن ما يُقال حتى أرى مديري المناطق التعليمية أو وكلاء الوزارة أو نائب الوزير أو سموّ الوزير يتدخّلون بحزْم لجعْل مدارسنا حرماً خالياً من التدخين!. [email protected]