بعد غياب طويل عن ملامستها آذان محبيها بالجديد ومنذ صابون زياد الرحباني جاء احتفاء فيروز بطرح الجديد كالعادة في لقاء يجمعها بمحبيها وجمهورها وهو المتمثل هذه المرة بحفلي «بيال» بيروت المتعاقبين في أكتوبر الماضي وشدت فيهما بجديدها المطروح في ألبومها الجديد «إيه في أمل» والذي بدوره كان بحكم الجاهز كمتن موسيقي منذ سنوات ثلاث زرت فيها ستوديو المليء بجنون وعبقرية الفن زياد الرحباني لأسمع جوانب من ألحانه المنجزة لوالدته وكان لي ذلك مع زياد رفقة طلال دبوس. الألبوم الجديد لفيروز كان أشبه بحالات من الحوار الكلامي بينها وابنها زياد الرحباني والأقرب من كون هذا المنتج غناء ولكن أي كلام وأي حوار هو ذلك الذي يخطف لب الجمهور العربي بينهما! فمنذ أن خرج زياد من الإبداع النمطي مع فيروز في محطات عديدة كان أبرزها .. أول ما لحنه لها زياد «سألوني الناس»، ثم «هدير البوسطة» التي أحدثت صخبا كبيرا حين طرحها بين محب للتجربة وغير محبذ، وهذا ما أكده الموسيقار الكبير غازي علي الذي قال: عبقرية زياد الموسيقية كانت دائما محل جدل ذاك لأنه سابق كل الأجيال التي تعامل معها منذ أن أطل لأول مرة كملحن لفيروز وهو في السادسة عشرة في تحفة «سألوني الناس» ثم عندما قدم تطوره الكبير في «هدير البوسطة» والتي سبقت عصرها بكثير وهي اليوم تعد من الأعمال التي ينظر إليها كمستقبل للغناء والموسيقى العربية. ويضيف غازي: إن زياد هوجم عند طرحه «هدير البوسطة» التي كانت عبارة عن صورة عبقرية في الشكل والبناء وسيناريو القصة في نصها وتصويرها وفي أسلوب التلحين، أما في عملهما الجديد وتحديدا في «إيه .. في أمل» فهو يمثل أحدث ما توصلت إليه محاولات تطوير الأغنية العربية، زياد رجل وفنان متجدد. في مشوار زياد وفيروز تحف فنية هي «قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس» إلى إبداع جد مختلف صنع جوا حداثيا بينهما منذ مجموعة «كيفAك أنت ملا أنت» و «سلملي عليه» عندما بدأت الصور السيريالية تغزو العلاقة الفنية بينهما. ألبوم فيروز الجديد الذي ضم إلى جانب «إيه في أمل» يحتاج إلى وقفة أخرى وحديث أدق ليشمل الكلام «قال قايل»، «قصة زغيري كتير» ، «كل ما الحكي»، «ما شاورت حالي» وغيرها وتلك اللوحتين الموسيقيتين التي تبرز عبقرية زياد في الترجمة الفنية للموقف السياسي عند الفنان «ديار بكر»، «تل زعتر». الخلاصة أن الحكي الجميل سيطر على إبداعهما الجديد.