لا شيء يقلق سكان بادية بني هلال (70 كيلومترا عن مركز البرك) سوى الأمراض الغريبة التي تداهم بعض السكان، وتحديدا كبار السن منهم، فضلا عن نقص الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء. ويستغرب السكان حرمانهم من خدمة الكهرباء، رغم اختراق أسلاك الضغط العالي سماء قراهم بعد اعتماد أكثر من 60 مليون ريال لإيصال الخدمة. ويجمع كثير من السكان على أن مشروع كهربة قراهم سلم للمقاول منذ فترة غير قصيرة، إلا أنه لا يزال يراوح مكانه، ويجزم وافي بن عبد الله الهلالي أن جهات حكومية تعطل تنفيذ المشروع من خلال عدم متابعتها لأدوات التنفيذ، ما يعد تجاهلا للتعليمات الصادرة من ولاة الأمر بتلمس احتياجات المواطنين والحدب على راحتهم والسهر من أجل رضاهم. ونبه الهلالي إلى أن لجنة شكلت من إمارة منطقة عسير وقفت ميدانيا على احتياجات القرى ورصدت في تقرير مكتوب مصور كل ما يحتاج إليه السكان منذ عام 1430ه، لكن شيئا من ذلك لم ير النور. وتضم المنطقة التي تعاني الخدمات بحسب السكان قرى الخرشة، المرتاق، المتلوي، الضموم، الرقبة، الصفقة، الحثمة، الخرشة، والجشة وغيرها. ويضطر السكان إلى عبور مسافات طويلة للحصول على خدمات العلاج والتداوي في المستشفيات الحكومية، ويروي السكان قصصا منها تعرضهم للدغات الثعابين والعقارب، ونتيجة لعدم وجود مستوصفات تخدمهم يضطرون إلى قطع مسافات طويلة بحثا عن العلاج في المستشفيات في المدن الرئيسة. ويخشى السكان أن يستيقظوا بعد سنوات طويلة على حقيقة إصابتهم بالأمراض نتيجة شربهم لمياه ربما تكون غير نقية، حيث يعتمدون في سقياهم على مياه الآبار التي لم تخضع يوما ما للفحص من قبل الجهات ذات العلاقة، ويأمل أهالي القرى في خزان للمياه يزود القرى بما يحتاجون من المياه المحلاة. ونبه سعيد وحسن الهلالي إلى أن الأمراض تفتك ببعض السكان نتيجة غياب التشخيص الدقيق وتحديد نوع المرض، مطالبين بمركز للرعاية الصحية، واستكمال أعمال شق الطرق وافتتاح المدارس المخصصة للبنات والبنين، فضلا عن حاجة القرى لخدمات الهاتف الثابت والجوال. وأضافا «صنفت هذه الهجر أنها نائية ومنطقة بدو، ما حرم الفتاة من التعلم لغياب المدراس، فضلا عن عدم وجود مدارس لمحو الأمية للنساء». وفيما تعذر الحصول على تعليق من الصحة على مشكلة غياب المراكز الصحية، أكد ل «عكاظ» مدير عام الضمان الاجتماعي في منطقة عسير عبد الحكيم جبران الشهراني أن مراكز النمو أسسها الضمان الاجتماعي في البرك منذ عام 1428ه، وتم تأثيثها من قبل الضمان الاجتماعي لكي يقطنها الناس وتكون مدينة متكاملة الخدمات، غير أن السكان يرفضون العيش ويفضلون حياة البادية، جازما بأن السكان ممن يستحقون إعانة الضمان الاجتماعي تصرف لهم دون تأخير أو استثناء.