فضل عدد من قاطني قرى الشعبين الشامي واليماني والمزيرعية في منطقة الباحة هجر منازلهم والبحث عن مواقع مناسبة تتوافر فيها مقومات الحياة؛ بعد أن عزلتهم مواقع قراهم المتناثرة بين الأودية عن العالم الخارجي، فضلا عن افتقارها لأبسط الخدمات من مدارس ومراكز صحية وشح المياه. يقول لافي السعدي أحد أبناء الشعب اليماني إن الأهالي محرومون من أبسط الخدمات، فلا وجود للمياه ولا للخدمات الصحية ولا للكهرباء، مما يضطر السكان لقطع المسافات الطويلة عبر الطرق الوعرة المؤدية للرميضة والمظيلف للبحث عن مركز صحي أو لجلب المياه. فيما يؤكد عيظة الزهراني «من سكان القرية»، أن مطالبات الأهالي للجهات المعنية في توفير الإنارة وسفلتة الطرق منذ ربع قرن ذهبت أدراج الرياح. ويضيف، أن شركة الكهرباء بدأت في نصب أعمدة الإنارة وأوصلت التمديدات للمنازل دون تركيب العدادات، مما أخاف الأهالي أن يكون مصير القرية كالقرى المجاورة، التي نصبت لها أعمدة الكهرباء دون توصيل التيار الكهربائي، لتبقى مجرد مجسمات دون أن يستفيد الأهالي من خدماتها، لاسيما أن المنطقة من أشد المناطق حرارة كونها محصورة بين جبال شاهقة. ويشير أحمد الزهراني موظف حكومي وأحد سكان القرية إلى أن شح المياه فاقم من معاناة الأهالي وتسبب في تهجير عشرات الأسر، في ظل جشع أصحاب صهاريج المياه من استغلال حاجة الأهالي في رفع الأسعار. ويصف الزهراني خدمات مركز الرميضة الصحي ب «المتواضع»، كونه يعتمد على طبيب عام يشرف على جميع حالات الأهالي، كما يخلو المركز من العيادات المخصصة، مما يضطر الأسر إلى قطع الطرق الوعرة والطويلة لمراجعة مستشفى قلوة العام. من جانبه، أشار رئيس بلدية قلوة المهندس عيد القرني إلى أن البلدية تنفذ حاليا عددا من مشاريع الطرق في مركز الرميضة، إضافة إلى مشاريع مماثلة في قرى الشعبين ضمن مراحل المشاريع القادمة.