إن كل المواسم الدينية في وطني الأكبر تجعلنا نرفل بكل الفخر.. على مد هذا الوطن الأم لكل الأوطان.. وطن العقيدة تفيء إليه كل أوطان الدنيا.. في كل حين وخاصة في مواسم ديننا الحنيف كموسم الحج الذي تحتفي به أرواحنا المتنفسة بهوائه.. والذي يحتضن كل مسلم يفيء إليه فرارا من طاحونة الموت تعذيبا وتشريدا جراء الحروب ومن ويلات الحياة اللادينية والانقسامات الطبقية والسياسية الهاضمة لحقوقه أو من تضاريس الفقر والعدم التي تسوقه إلى جبال الموت يلقى حتفه منها إلى سهول العوز وروابي الاحتياج.. فأووا إليك أيها الصدر المفعم بالأمن والأمان وشهامة الإخوة والخلان.. تحت مظلة خاتم الأديان وأبقاها على مر الأزمان.. أووا إلى ظلك فاحتضن عطاءاتهم التي امتشقت همات عطاءات طاولت القمم.. وقت أن حيتهم الأورقة المشتاقة إلى تراتيل التعلم لأقدس الكتب السماوية.. تعلموه وعلموه لينالوا الخيرية الكبرى والخاصية العظمى.. كم تلألأت سلسلة الإجازات القرآنية بأسمائهم التي ترمز إلى أسلمة لا تعترف بالحدود ولا الأنساب إجازات قديرة من شيوخ ومعلمين دفعوا للوطن ثمن احتوائه لهم.. حبا له واعترافا بجميله وولاء له.. فرأينا وسمعنا أبناء الوطن وهم يرتقون أفضل درجات التلاوة والقراءة لكتاب الله الذي هو عصمة أمرنا.. بتوفيق من الله ثم بفضل أولئك الشيوخ والمعلمين الذين نعموا السنين الطوال بأمن نفسي وأمان مادي يسد رمقهم ومن يعولون.. على مد هذه الروحانية في مواسم الخيرات ترتفع الأيدي بالدعوات سائلة الله التوفيق والسداد ورفع الدرجات لكل من أخذ بيد أولئك الآخذين بقلوب أبنائنا وبناتنا إلى خير العلوم وأشرفها وإلى نعيم جنة ممتد إلى نعيم جنة عرضها الأرض والسموات. [email protected]