ونواصل مع الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر حديثه في الجزء العشرين من سلسلة كتبه: وسم على أديم الزمن لمحات من الذكريات عن سيرته في الحياة، ومسيرته في العمل، وقد ركز في هذا الجزء على عمله في وزارة الصحة عندما أسندت إليه عام 1394ه والعام الذي يليه. وما دمنا نعيش في أشهر الحج فإنني أكتفي من الكتاب بما سرده معالي الشيخ الدكتور تحت عنوان «جلسة طريفة» باعتباره متعلقاً بالحج، إذ يقول معاليه: «جرى حديث في مجلس الملك فيصل رحمه الله، عن الحج، وكان حاضراً في المجلس بعض كبار الأمراء، ومنهم الأمير فهد والأمير عبدالله والأمير سلطان، وكان من عادة الملك أن يحج هو والأمراء كل عام، ورأى الأمراء أنه قد يكون من المناسب أن لا يحج لا هو ولا الأمراء، لأن تحرك المواكب وقت الزحام ليس سهلا، وأنه يضيف على الازدحام الطبيعي الذي يصاحب هذه الأعداد الكبيرة من الحجاج، وأن الأفضل أن ينتقلوا معه إلى منى بعد أن يذهب الناس إلى عرفات، مساء يوم الثامن من شهر ذي الحجة، أو عصر ذلك اليوم، المهم أن يتم وصولهم إلى منى قبل نفرة الناس من عرفات، فتم الاتفاق على هذا، ورؤي صواب الفكرة، التي جمعت جميع المحاسن، فالملك مع الناس، دون مزاحمة أو مضايقة، وكان هذا الحديث بعد حج ذلك العام في جدة. وصادف، وقد اتخذ القرار أن دخل معالي الأخ الشيخ محمد عمر توفيق، وسمع بعض الحديث، ولم يدر عما دار، وما اتفق عليه، فأخذ يحث الملك على مشاركته هو والأمراء في الحج مع الناس، وأخذ يبدي محاسن ذلك، والملك مصغ إصغاء تاماً، والأمراء لا يستطيعون أن ينبهوا الشيخ محمد عمر، وأدرك الملك فيصل طرافة الموقف، ولعله وجد فيه بعض المتعة، وهو يتابع حماس الشيخ محمد عمر، وتتابع الحجج التي تبرر رأيه، وهذه الحجج خلاف الحجج التي كان قد طرحها أصحاب السمو الأمراء. فلما انتهى الشيخ محمد عمر من حديثه قال له جلالة الملك فيصل، مع ابتسامة خفيفة، إن الإخوان رأيهم خلاف رأيك، وحججهم هي كذا وكذا، مما أقنع بما أدلوا به، فأدرك الشيخ محمد عمر أنه أقلية أمام أكثرية، وأدرك أن الملك رحمه الله، قد قبل رأيهم، فأبدى شجاعة تامة، ووافقهم على رأيهم أمام الحجج الصائبة التي اعتمدوها لرأيهم. والشيخ محمد عمر قريب من الملك، لأنه عمل معه في ديوان النيابة سنوات، وكانت الكلفة مرفوعة بينهما، وكان الملك رحمه الله، يستظرف بعض تصرفات الشيخ محمد عمر، لأنه يعرف نيته وراءها». ثم يختم معالي الشيخ الخويطر كتابه بهذه السطور: «سأقف عند هذا الحد حتى لا يكبر حجم الكتاب، خاصة وأنه سوف تلحق به الصور، والفهارس، وجميل أن يبدأ الجزء الواحد والعشرون بشهر رمضان المبارك، وأسأل الله أن يكون نفع هذا الجزء مباركاً، اللهم آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه الأكرمين». تحية لمعالي الدكتور عبد العزيز الخويطر على ما يثري به المكتبة وشكراً له على الإهداء. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النمل: «وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون». وحديث: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». شعر نابض: من شعر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله: من جرب الحب لم يقدر على حسد من عانق الحب لم يحقد على أحد فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة