50 عاما قضاها المطوف مصطفى حسن شبراويشي في خدمة حجاج بيت الله الحرام، شبراويشي المولود في مكةالمكرمة لعائلة تعشق الطوافة وتتوارثها، فأبوه وجده ووالدته وجدته جميعهم مطوفون. تدرج المطوف مصطفى في تعليمه في مدارس مكة، وأكمل دراسته في مصر ليعمل بعد ذلك في مصلحة الزكاة والدخل ثم في مطار الملك عبد العزيز. يتحدث شبراويشي عن بداية علاقته بالطوافة واصفا أنه ولد مطوفا: «دخلت الطوافة بشكل فعلي حين كنت في العاشرة من العمر فكنت أذهب مع والدي لزيارة الحجاج وعمل الدعاية اللازمة وإرسال برقيات لكافة الدول التي نتعامل مع حجاجها منتظرين وصولهم إلى المشعر الحرام». وأشار شبراويشي إلى أن المطوف الذي كان يصله مائة حاج مطوف ناجح وموفق، إذ كانت الأعداد قليلة مقارنة بالوقت الراهن، ولفت شبراويشي إلى أن علاقة المطوف بالحاج كانت قوية وأسرية، مبينا أنهم كانوا يتبادلون الزيارات العائلية مع الحجاج في حال سافر المطوف إلى بلد من البلدان التي يطوف حجاجها. ولاحظ المطوف مصطفى أن الطوافة في تلك الحقبة تعتمد على البركة والربح البسيط، والكلمة الصادقة، مستذكرا قصة والده حين كان يأخذ من الحجاج أجرة عمله دون أن يحدد القيمة، فقد كان المطوف في تلك الفترة الزمنية لا يشترط مبلغا معينا بل يكتفي بما يدفعه الحاج طالبا من الله البركة فيما أخذ. ولفت شبراويشي إلى أنه طوف 15 جنسية من مختلف الدول العربية والإسلامية من مصر، سورية، لبنان، الأردن، العراق، ليبيا، الجزائر، المغرب، تونس، السودان، السنغال، واليمن. وأبان مصطفى أن المطوف حين يعمل مع عدة جنسيات فإنه تزداد محصلته اللغوية والثقافية والحضارية، ويرى أن ما تبذله الدولة من خدمات جبارة وعظيمة لا تضاهيها أية خدمة في العالم تسهيلا على الحجاج، فقد كان الحجيج قبل 40 عاما يقضون نفرتهم في الحافلات القديمة بسبب ضيق الطرقات، بينما في الوقت الراهن يقضي الحجاج نسكهم دون عناء أو جهد في ظل توافر السكن والنقل. ويؤكد شبراويشي على ضرورة وجود المرأة المطوفة لدورها الإنساني والاجتماعي في الحج، الأمر الذي دعاه لإدخال بناته السبع في المهنة.