تستأنف غدا سوق الأسهم السعودية تداولاتها، بعد توقف لمدة أسبوع بسبب عطلة عيد الأضحى، وسط تساؤلات حول اتجاهها في ظل الانخفاضات الحادة للأسواق العالمية. وكانت السوق أنهت تداولاتها في آخر أيام التداول قبيل بدء إجازة العيد على انخفاض طفيف بحوالي تسع نقاط، متمسكة بمستوى 6400 نقطة، حيث استفادت خلال هذه الفترة من انتعاش الطلب على النفط وارتفاع أسعار الخام والتي وصلت إلى مستويات 88 دولارا، مع ارتفاع ملموس في أسعار البتروكيماويات. وتأثرت تعاملات الأسواق العالمية هذا الأسبوع بعدد من البيانات السلبية، حيث هبط مؤشر داو جونز الصناعي في الولاياتالمتحدة الثلاثاء الماضي أكثر من 178 نقطة ليكسر حاجز 11000 نقطة ووصل إلى مستوى 10979 نقطة، ولكنه عاد وقلص الخسائر وأغلق فوق حاجز 11000 نقطة بثلاث وعشرين نقطة. وكان هذا الأداء هو الأسوأ، إذ تأثرت الأسواق العالمية بحالة الترقب والحذر حيال ما ستقدم عليه الصين في سبيل السيطرة على التضخم في البلاد، حيث تشير التحليلات والتوقعات إلى أن الصين ستحاول فرض آليات جديدة للسيطرة على الأسعار، أو أنها ستقدم على دعم المستهلكين في البلاد، أو سترفع أسعار الفائدة الرئيسية، مع الإشارة إلى أن مخاوف أزمة الديون الأوروبية كان لها أثرها في انخفاض الأسواق المالية حول العالم، وسط تردد الأنباء عن أن آيرلندا تستعد لطلب مساعدة دولية لمعالجة مشاكلها المالية والمتعلقة بالديون، بيد أن هذه المخاوف لم تستمر في تأثيرها السلبي، إذ لوحظ عودة اللون الأخضر إلى بعض الأسواق، مثل فوتسي البريطاني حيث أغلق مرتفعا 15 نقطة، وكذلك مؤشر داكس الألماني الذي أغلق مرتفعا 37 نقطة، أما مؤشر داو فقد أغلق أمس الأول بانخفاض ضئيل بمقدار 15 نقطة، أي فوق حاجز 11000 نقطة بخمس نقاط. ويذكر أن سوق الأسهم السعودية حققت أداء مستقرا وسط ارتفاع عدد من المؤشرات المهمة، مثل حجم المبالغ المتداولة وكذلك توجه السيولة إلى أسهم مخصصة، ما يشير إلى أن النقود في السوق تنتقي أهدافها من الأسهم بصورة تجسد انتظام التوجه والاعتماد على معايير سليمة، ويغلب على ذلك الأداء الأسلوب المؤسساتي والصناديق الاستثمارية والمحافظ الكبرى. ويعزز هذا التوجه تحسن أداء عشرة قطاعات، على رأسها قطاع البتروكيماويات، من أصل 15 قطاعا في السوق. ونشير إلى أن الإغلاق عند نقطة 6444 نقطة مرتفعا بنسبة 1.7 في المائة يعتبر إغلاقا نمطيا من حيث السلوك الذي يأخذ طابع استمرار عدم التيقن من استمرار المسار الذي هو عليه، إذ أنه من الممكن أن يعكس اتجاهه في الوقت الذي قد تنتعش أسعار أسهم قطاعات أخرى لم تحقق ارتفاعات سابقة، من أجل المحافظة على توازن الأداء وعدم انحدار المسار بصورة حادة، إذ أن متوسط 200 يوم الواقع عند 6380 نقطة بقي متماسكا حتى تاريخ الإغلاق في10 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، فيما يعتبر حاجز 6400 نقطة داعما نفسيا. لكن من المهم ملاحظة أن عودة كسر المؤشر إلى 6418 نقطة يعد إشارة أولية لكسر حاجز 6400 نقطة، خصوصا أن كسر 6409 نقاط يعد تأكيدا لهذا التوجه. ويبدو أن المسار السلبي للمؤشر أصبح غالبا، إذ أن العودة إلى اختبار متوسط 200 يوم تبدو واضحة، ويمكن القول إن نقطة 6360 تعتبر دعما مهما ينبغي مراقبتها جيدا. في المقابل، فإن المقاومة المحتمل اختبارها هي 6458 نقطة، وهي نقطة ليس من السهل تجاوزها، خصوصا أنها قمة لموجة هابطة محتملة، كما تشير بذلك المؤشرات والاتجاهات لمسار المؤشر.