تنتشر في شوارع مشعر منى المباسط التي أتخذها بعض القادمين من قلب آسيا سوقا حرة لبيع الهدايا التذكارية التي يحرص بعض الحجيج على اقتنائها قبل مغادرتهم إلى بلادهم؛ لتخليد ذكرى الحج وتقديمها للأهل والأصدقاء فور وصولهم إليها. وكان مشعر منى إلى زمن قريب مكتظا بالبضائع والمحال التي تبيع الهدايا، إلا أن المشاريع العملاقة أدت إلى اختفاء هذه الأسواق وحل بديلا عنها المباسط التي تشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة، وتقدم الخدمات الأساسية التي يحتاجها الحاج من طعام، غذاء، مخابز، وصوالين للحلاقة. وأوضح مدير تنمية الاستثمارات في أمانة العاصمة المقدسة المهندس هشام عبدالرحمن شلي، أن عدم وجود أسواق في منى يعود إلى ضيق المنطقة وكثرة الجبال المحيطة بها، مبينا أن هناك معوقات كثيرة في طريق وجود أسواق منها المباني الموجودة على سفوح الجبال واحتلال الخيام المساحة الأكبر من المشعر، إضافة إلى أن جسر الجمرات أخذ حيزا كبيرا من مساحة المشعر. وأشار المهندس شيلي إلى أنه في حال توافرت المساحات والأماكن في المستقبل بما لا يعيق حركة الحجيج فسيخصص محال للهدايا والملابس، لافتا إلى وجود خطة مستقبلية لرفع عدد الصرافات الآلية البنكية إلى 30 صرافا. من جهته، أشار عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي الحكمي إلى أن الأسواق في منى منذ قرون عديدة ولا بأس بوجودها؛ لأنها لا تتعارض مع الشعيرة بل تتماشى مع قوله تعالى (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام). ويؤكد مساعد مدير الأمن العام للتخطيط والتطوير وقائد قوات أمن الحج لتنظيم المشاة اللواء سعد الخليوي، أن هناك اجتماعات لاختيار المواقع الآمنة للمباسط التي لا تؤثر على سير الحركة، مبينا أن هناك دراسات أجريت لاختيار مواقع المباسط بحيث لا تتسبب في الازدحام أو الاختناقات الحركية.