يعتبر مشعر منى أحد أهم المشاعر التي يقيم بها ضيوف الرحمن، فهي مدينة الثلاثة أيام ومنطلق الحاج في النسك ومنتهاه في رمي الجمرات خلال أيام التشريق الثلاث ورابعها، وهي الأيام التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: “هي أيام أكل وشرب وذِكر لله”، وفي هذا العام وفَّرت الأمانة 220 مبسطا و12 صيدلية وستة مخابز و22 صالون حلاقة واستحدثت تسعة محال لتأمين مستلزمات الحجاج ووفرت 15 صرافة آلية بعد تجربتهم في العام الماضي؛ ليصل العدد الكلي إلى 269 محلا في منى، لكن هل هذا العدد كاف لخدمة الحجاج؟! وهل يتعارض وجود أسواق في منى مع شعيرة الحج؟ وما هي الحلول الممكنة للاستفادة القصوى من هذه المحال والمباسط؟ وهل يمكن التوسع في إيجاد أسواق بمنى؟! للإجابة عن ذلك تحدث عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك، قائلا: “وجود الأسواق والمحال التجارية في مشعر منى التي تقدم الخدمات للحجاج تعتبر جزءا من شعيرة الحج فهذه المحال والأسواق موجودة في منى منذ قرون كثيرة ولا بأس بوجودها؛ لأنها لا تتعارض مع الحج بل تتماشى معه؛ مصداقا لقوله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ). وقال اللواء سعد الخليوي مساعد مدير الأمن العام للتخطيط والتطوير وقائد قوات أمن الحج لتنظيم المشاة: “كانت هناك اجتماعات مكثفة مع الأمانة لاختيار المواقع الآمنة للمباسط التي لا تؤثر على سير الحركة التي خضعت لدراسات مكثفة بحيث لا تسبب ازدحاما أو اختناقا وبعيدة عن أماكن ارتداد الحجاج”، وأضاف: “نحن نبحث عن سلامة وأمن الحجاج بالدرجة الأولى، ومن ثم تقديم الخدمات التي يحتاجون إليها في منطقة المشاعر وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة”. ومن جانبه أوضح، المهندس هشام عبدالرحمن شلي المدير العام لتنمية الاستثمارات بأمانة العاصمة المقدسة: “هدفت أمانة العاصمة المقدسة هذا العام للارتقاء بالخدمات إلى أعلى مستوى وليس الهدف من ذلك تحقيق العائد المادي والاستثمار التجاري بقدر توفير أكبر وأهم خدمات يحتاج إليها الحاج في المشاعر المقدسة عامة، وفي مشعر منى خاصة”، وأضاف: “وفّرت الأمانة هذا العام 15 صرافة آلية في منطقة منى، نصفها في منطقة جسر الجمرات والنصف الآخر موزع على باقي مشعر منى، وقال شلي: “إضافة إلى ذلك فإننا وفَّرنا صرافة متحركة في مزدلفة وسنقوم في نهاية الموسم بتقييم التجربة وزيادة عدد الصرافات في الأعوام المقبلة، إن دعت الحاجة لذلك”، وأضاف: “في هذا العام تم وضع 12 صيدلية وتوزيعها في مشعر منى، خاصة بعد أن كان العدد في العام الماضي أربع صيدليات فقط؛ فالحاج والقائم على الخدمة في حاجة لشراء بعض الأدوية بعينها، وهو ما دفعنا لتأمين هذا بمشعر منى”. وتابع: “كما قمنا بتأمين نحو 22 موقعا للحلاقة وهي جزء من الخدمات التي في سوق منى، وعلى الجانب الآخر تم تجهيز نحو 220 مبسطا تشمل مخابز ومطاعم ومحال لبيع المواد الغذائية ولم نحدد مبالغ لتأجير هذه المحال بل قمنا بعمل مزايدة عامة بالظرف المختوم، ولدينا في منى نحو 25 مركز بلدية فرعية منتشرة في منى”.