يعتبر مشعر منى ﺃ حد ﺃهم المشاعر التي يقيم بها الحاج، فهي مدينة الأيام الثلاثة، وهي منطلق الحاج في النسك ومنتهاه في رمي الجمرات ثلاثة ﺃيام التشريق ورابعها، وهي الأيام التي قال فيها الرسول صلى اﷲ عليه وسلم (هي ﺃيام ﺃكل وشرب وذكر) ﷲ، وكانت منى حتى زمن قريﺐ تحتوي على ﺃسواق تحوي من البضائع ﺃلوانا شتى، ومع تطور الزمان وازدياد ﺃعداد الحجاج وقيام المشاريع العملاقة ا لتي نفذ تها ا لحكو مة السعودية خدمة للحاج وتسهيلا لأداء فريضته ما ﺃدى إلى اختفاء هذه الأسواق وحل بديلا عنها المباسط التي تشرف عليها ﺃمانة العاصمة المقدسة وتقدم الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها الحاج من طعام وغذاء ومخابز وﺃماكن للحلاقة، وفي هذا العام وضعت الأمانة ثماني صرافات وﺃربع صيدليات بعد تجربتهم في العام الماضي، وتم زيادة عدد المباسط لتصل إلى نحو 300 مبسط، ولكن هل هذا العدد كاف لخدمة الحجاج؟ ! وهل يتعارض وجود ﺃسواق في منى مع شعيرة الحج؟ ! وما الحلول الممكنة للاستفادة القصوى من هذه المحال والمباسط؟ ! يقول الشيخ عبدالمحسن ا لعبيكا ن ا لمستشا ر القضائي الخاص مستشار وزير العدل وعضو مجلس الشورى: "وجود الأسواق والمحال التجارية في منى جزء من شعيرة الحج، فهذه المحال والأسواق موجودة في منى منذ قرون عديدة، ولا بأس بوجودها لأنها لا تتعارض مع الحج بل تتما شى معه مصد ا قا لقوله تعالى (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم اﷲ في ﺃيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام) فكثير من الحجاج يجلبون بضائع من بلدانهم للمتاجرة بها"، وﺃضاف كل موسم حج يتم تقييم الخطط الموضوعة وذلك لتلافي السلبيات ومن ذلك ﺃماكن المحال وإمكانية زيادتها". مجلس إ د ا ر ة مطو في الدول العربية سابقا والكاتﺐ الصحافي ﺃن الأسواق ﺃصبحت مغيبة في منى و معظمها لا يؤدي الغرض لقلة هذه المباسط وازدياد عدد الحجاج، وقال: "لا شك ﺃن منى اشتهرت منذ زمن قديم بوجود الأسواق ا لتي يستطيع ا لحا ج من خلالها تأمين جميع ا حتيا جا ته من طعا م وشراب وملبس وهدايا وخلافه، وكان كل ما يطلبه الحاج متوفرا في منى، واليوم مع ازدياد ﺃعداد ا لحجا ج و كثر ة ا لخيا م قلت هذه الأسواق بل غابت تماما وحلت مكانها بعض ا لمبا سط ا لتي تقدم الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها الحاج من طعام وشراب وبعض الخدمات التي استحدثت حديثا مثل الصرافات الآلية والصيدليات"، واستدرك جمال: "لكنها تبقى قليلا مقا ر نة بحجم ا لحجا ج ف300 مبسط وثماني صرافات وﺃربع صيدليات تعتبر ﺃعدادا قليلة لخدمة نحو ثلا ثة ملا يين حا ج ﺃويزيد، خصوصا في مجال التغذية في منى، فالطبخ يجﺐ ﺃن يكون على الحطﺐ فقط، وفي هذا صعوبة كبيرة والمطاعم عددها محدود وكثير من شركات الإعاشة لا تلتزم بتقديم الوجبات للحجاج".