يتقاضى الطفل رضوان سمار إبراهيم (13 عاما) 1200 ريال للقيام بأعمال النظافة في مخيم لحجاج الداخل في منى، ويتناوب مع مجموعة من أقرانه على مدار الساعة على تنظيف المخيمات، وإذا حل المساء ناموا في نفس المكان. وفي هذا العام، انتشرت ظاهرة تشغيل الأطفال والفتيان في مخيمات حجاج الداخل بصورة لافتة، وتتراوح المبالغ التي يتقاضونها من أصحاب الحملات ما بين 1200 إلى 2000 ريال عن كامل فترة الحج. ويقول أحمد زيني (16 عاما) إنه قرر مع شقيقه صالح (19 عاما) وابن عمه فهد (20 سنة) الاستفادة من إجازة الحج لكسب مبلغ مادي جيد، ويؤكد أنه رغم العمل الشاق الذي يؤدونه في تنظيف المخيمات، إلا أنهم يستمتعون كثيرا بهذا العمل وسوف يعيدون الكرة مرة أخرى العام المقبل. ويرى نمار نجار (21 سنة) أنه بهذا العمل يواجه البطالة بغض النظر عن السن، يقول «الشغل ما هو عيب، إذا جلسنا عاطلين تزعلون وإذا اشتغلنا وإحنا صغار تزعلون حيرتونا معاكم يا صحافة»، ويتفق معه هشام عبد الرزاق ولكن لديه طلبا لأصحاب الحملات «نبغى أكل كويس فقط». ويدافع عبد الرزاق. س الذي يعمل مشرفا على إحدى الحملات عن تشغيل صغار السن في مثل هذه الأعمال، ويؤكد أنهم لا يكلفون بأعباء تفوق طاقتهم وقدرتهم البدنية، وأعمارهم تتراوح بين 12 21 عاما وذلك لا يمكن تصنيفه في مرحلة الطفولة. وفي الطرف الآخر من المخيم، يتبسم طارق عماد الدين (17 سنة) ويشير إلى صديقيه رضوان إبراهيم (13 سنة) وهشام عبدالرزاق (17 سنة) موجها حديثه إليهما بسخرية «إلى الآن ما شفتوا شي بكرة يوصل الحجاج وتطلع عيونكم»!.