كشف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا عن زيادة أعداد الحجاج في موسم الحج هذا العام بما نسبته 20 في المائة، متوقعا أن يسجل الموسم المقبل زيادة بنفس النسبة أو أعلى، مؤكدا «الزيادة أمر وارد والعمل جار لزيادة مستوى الخدمات»، مشددا على أن «المملكة لا تفرق بين أحد من حجاج بيت الله الحرام، وكلهم جميعا متساوون ويحظون بكل الخدمات التي تمكنهم من أداء حجهم بكل يسر وسهولة»، ومشيرا إلى أن «المملكة لن تقبل المساس بأمن الحجاج وستمنع ذلك بعون من الله، ثم بقدرات رجال أمننا البواسل»، وموضحا «أن المملكة ضد الإرهاب في أي مكان ولأي كائن من كان، وضد الإساءة للإسلام». تناول الأمير نايف في المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقده البارحة عقب الاستعراض العسكري لقوات أمن الحج في مشعر عرفات في مكةالمكرمة، سياسة المملكة في التعاطي مع الحج سنويا، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تؤكد الحرص على توفير الخدمات كافة للحجاج لأداء النسك بيسر وطمأنينة، في مجالات والأمن والسلامة والخدمات الأخرى التي تقدم في هذه المناسبة العظيمة والكبيرة والمقدسة. وأكد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا أن «الثقة في الحجاج أنهم سيحترمون هذه الشعيرة العظيمة وهذا الزمان والمكان، وأن يحترموا كل ما يجب أن يحترموه، وأن يتعاونوا مع جميع الجهات المختصة»، واستدرك القول «إننا لا نتهاون في كل أمر يمس الحجاج ونحن لا نفرق بينهم، فكلهم جميعا متساوون وسيحظون بكل الخدمات والأعمال التي تمكنهم من أداء حجهم وأن يعودوا إلى أوطانهم غانمين سالمين». «عكاظ» تسأل النائب الثاني • أثبت العرض العسكري احترافية عالية في بناء أمن سعودي قادر على مواجهة التحديات، فكيف تتعامل قوى الأمن العاملة في المشاعر المقدسة مع أي مظهر مخل أو مسيء لأمن الحج وسلامة الحجيج؟ إننا إن شاء الله لا نحتاج إلى استعمال القوات الأمنية، ولكن الأمر المعروف أننا لا نقبل المساس بأمن حجاج بيت الله الحرام وسنمنع هذا بعون الله عز وجل، ثم بقدرات رجال الأمن البواسل. • ما طبيعة المعلومات التي قدمتها الرياض لواشنطن فيما يتعلق بإبطال وصول طردين مفخخين بالمتفجرات إلى شيكاغو، وهل يعتقد سموكم أن الوقت قد حان مع أهمية وصول المعلومة الآن لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب؟ هذا الأمر موضوع تعاون أمني بين المملكة وكل دول العالم، فنحن ضد الإرهاب في أي مكان كان وضد الإساءة إلى الإسلام، والقول إن هؤلاء مسلمون أو يعملون للدفاع عن الإسلام، وهؤلاء أبعد ما يكونون عن الإسلام، بل هم يعملون إلى الإساءة للإسلام؛ فالإسلام لا يبيح قتل الأبرياء من البشر ولا يبيح القتل غدرا لأي كائن من كان، ونحن والحمد لله شرف لنا في المملكة التي هي دولة الإسلام ودستورها القرآن وسنة النبي المصطفى (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهي في الحقيقة أكثر دولة مستهدفة من هؤلاء الذين يدعون أنهم مسلمون، ولو كانوا مسلمين حقا لما عملوا ضد المملكة، ولكن الحمد لله أعان الله رجال الأمن في المملكة أن يفشلوا كل هذه العمليات التي استهدفت المملكة، أما موضوع المركز فهذا طرح في المؤتمر في سنة 1424ه ولكن هذا الأمر متروك لهيئة الأممالمتحدة، وهو اقتراح تقدم به خادم الحرمين الشريفين. عمل تخريبي من القاعدة • هل هناك احتمال قيام تنظيم القاعدة بأي عمل تخريبي؟ أعتقد أنه لا يوثق بهم، ونحن لا نستبعد المحاولة بأي عمل يعكر أمن حجاج بيت الله، ولكن نحن مستعدون لأي أمر يحتمل حدوثه، وإن شاء الله لا يحدث مثل هذا تقديرا لهذه الشعيرة ولهؤلاء المسلمين الحجاج من كل أقطار العالم، ونحن قادرون على إفشال مثل هذه العمليات ومواجهتها وردعها بكل قوة وحزم دون تردد. جسر الجمرات • ما هو الشاغل الأمني الذي يساور لجنة الحج العليا، خصوصا وأن مشروع جسر الجمرات سيسهم في حل مشكلات التدافع؟ جسر الجمرات صمم ونفذ بناء على دراسات مستفيضة ونظر فيها بكل ما يتعلق بهذا الأمر وهو فك الزحام وتيسير أمر الرجم بسهولة بدون أي ضرر يصيب حجاج بيت الله الحرام، موضحا أن الرجم في جسر الجمرات في حج العام الماضي تم دون زحام ولم يكن قد اكتمل مشروع جسر الجمرات إلا الدوران العلويان بالإضافة إلى الدور الأرضي، متمنيا أن يتم الرجم في هذا العام بكل يسر وسهولة بما يحقق الراحة وعدم الزحام لجميع الحجاج. الخطط المستقبلية للحج • ما هي الخطة المستقبلية للحج وما سيشهده من التطوير في المشاعر المقدسة لتتواكب مع خدمة الحجيج والتعامل وفقا لزيادة أعداد الحجاج؟ موضوع زيادة عدد الحجاج أمر وارد لدى المملكة، ليس في هذا العام فقط أو الأعوام المقبلة بل هذا الواقع، ولو تتبعنا عدد الحجاج في العشر سنوات الماضية لوجدنا زيادة كبيرة للحجاج، ففي هذا العام الزيادة تقارب 20 في المائة في عدد الحجاج وهذا أمر متوقع، بل هذا ما سيكون وسيزداد عدد الحجاج كل عام، والمملكة مدركة لذلك وتعمل بنشاط مستمر لزيادة ورفع مستوى أداء الخدمات لحجاج بيت الله في كل الأمور، على أن تشمل السكن والتنقلات والمواصلات وحركة الحجاج وكل ما هو مطلوب في شعائر الحج، حيث إن هذا الموضوع محل التصميم من الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولى العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وبعمل دؤوب من كافة المسؤولين في القطاعات المعنية. الاستعداد لزيادة الحجاج • ما توقعاتكم لزيادة عدد الحجاج؟ هذا أمر مأخوذ بالاعتبار في كل ما له علاقة بالجميع في تيسير الوصول للمملكة وفي حسن استقبال الحجاج وتيسير دخولهم وتسهيل كل ما يتعلق بقدومهم إلى المملكة وإلى الأراضي المقدسة بشكل خاص، والدولة حريصة وتجتهد في تحقيق كل ما يوفر الراحة للحجيج ورفع مستوى الخدمات لضيوف الرحمن من القطاع العام أو القطاع الخاص، والدولة معنية بذلك بأن تكون الخدمات تليق بحجاج بيت الله الحرام وبما تقدمه المملكة حكومة وشعبا ممثلة في المؤسسات التي أوكلت إليها خدمة حجاج بيت الله الحرام، والدولة لن تتغاضى عن أي قصور من أية مؤسسة وهذا مطبق وحاصل فهناك عقوبات وجزاءات لكل من يخل بما هو مطلوب منه. رسالة ساعة مكة • ما الرسالة التي تريد المملكة إيصالها للعالم من خلال إطلاقها لمشروع ساعة مكة المجاورة للمسجد الحرام؟ مشروع الساعة يأتي ضمن مشروعات تطوير منطقة المسجد الحرام والتي يتم مشاهدتها الآن في أنحاء مكةالمكرمة، وتبرز بين المباني العالية، معتبرا أن وضع البناء والإنشاء لمشروع الساعة العالي جاء نظرا لوجود مبان شاهقة لذا تم رفعها بهذا المستوى، وقد تكون أعلى ساعة في العالم، ولكن كل ما يقدم لبيت الله ولحجاج بيت الله والمعتمرين هو أمر طبيعي ومطلوب تؤديه المملكة، والاستعدادات المقدمة لضيوف الرحمن من خلال الإعداد المبكر من قبل لجنة الحج العليا كونها تتشكل من جميع الوزراء الذين لهم علاقة بشؤون الحج وهي تعقد اجتماعاتها أكثر من مرة في كل عام، ولها لجان فرعية تعالج كل أمر يتعلق بالحج والعمرة، وبما يجب أن يتم عمله وتقديمه لحجاج بيت الله وللمعتمرين ولزوار مسجد رسول الله وكل أمر يتعلق بهذه الشعيرة، ولجنة الحج العليا تتابع رفع قدرات ومستوى النقل من المطارات والمنافذ البرية والبحرية إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وما يتعلق بالسكن الذي يجب أن يكون في المستوى الذي يليق بهؤلاء المسلمين الذي أتوا يرجون ما عند الله ويؤدون الفريضة، والحرص على كل ما يتعلق بصحتهم وسلامتهم وأمنهم وتيسير كل أمر يتعلق بالمسلمين القادمين لفريضة الحج. إن العمرة والزيارة مفتوحة على مدار العام، أما بالنسبة للحج فإن هناك قرارا من منظمة العالم الإسلامي والمملكة ملتزمة بقرار المنظمة، ونرجو من الدول الإسلامية ومن يقيم فيها من المسلمين أن يلتزموا بذلك، والمملكة راعت مرات عدة بعض الطلبات التي تقدمت بها بعض الدول في زيادة محدودة في أعداد حجاجها حيث سمح لها بذلك، والملاحظ أن العالم الإسلامي يتجاوز عدده 1.4 مليار مسلم وكلهم ملزمون بأداء هذه الفريضة، وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون الدول الأخرى في تنظيم أمور حجاجهم وفي نفس الوقت توجيههم التوجيه السليم وتعريفهم بما يجب على الحاج بالتعاون مع المملكة العربية السعودية فيما وضعته من تعليمات تيسر أداء الفريضة دون تعارض مع النصوص الشرعية للفريضة، أو إعاقة وصول الزوار إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو أداء العمرة خلال العام كاملا. الجميع يعلم أن هذه المناسبة لا شبيه لها في العالم كله، ونحن نرى دائما إقامة مناسبات في دول معينة كالمناسبات الرياضية وما يماثلها، حيث يظلون سنوات يعدون لهذا الأمر ويأتي عدد محدود، بينما الحج أمر متكرر في كل عام وسيظل ما دامت الحياة الدنيا قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك هذا أمر لا يغيب عن بال قيادة المملكة ولا عن المسؤولين في الدولة ولا عن جميع المؤسسات التي تقوم بخدمات الحج والعمرة، فالتطور موجود والدراسات موجودة للسنوات المقبلة وليس لسنة أو سنتين بل لعشرات السنين في تهيئة كل ما ييسر لحجاج بيت الله الحرام وللمعتمرين ولزوار مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم). الاهتمام بصحة الحجاج • كيف تقيمون دور وزارة الصحة في متابعة الحالة الصحية لضيوف الرحمن وكل ما يستجد من أمراض وبائية؟ الوزارة تعد لها كل العدة سواء حدثت أو لم تحدث وتواكب التطورات في هذا المجال، مشددا على أن كل ما يعني الحاج هو محل اهتمام المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا. يهمنا وضع اليمن • ما تقييمكم للوضع الأمني في اليمن؟ الوضع الأمني في اليمن الشقيق يهمنا مثلما يهمنا الوضع الأمني في المملكة، فهي دولة شقيقة ومجاورة، وإن التعاون بين الأجهزة الأمنية بين البلدين في أفضل مستوياته، والمملكة تثق في القيادة الأمنية في اليمن ممثلة في فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وحكومته وشعبه الذين يعملون ويحرصون على أمن اليمن. «والمملكة وبكل ما تملكه من قدرات مع اليمن الشقيق بدون تردد، وأرجو أن تتمكن السلطات الأمنية في اليمن من اقتلاع جذور القاعدة الذين وجدوا أو سيوجدون في اليمن، والعلاقة بين المملكة واليمن ذات جذور، فما يصيب اليمن يصيبنا وما يصيبنا يصيب اليمن». وأضاف «المملكة وضعت خططا مرسومة لمواجهة أي خطر أمني، والمملكة لا تستبعد أي شيء قد يحدث، وبالتالي هناك خطط مرسومة لمواجهة هذا الأمور، وقد حدث في الأعوام الماضية، وهناك من كان يحاول، ولكن الحمد لله تم القبض عليهم ومنع ذلك، وإن كان العدد محدودا والمتابعة مستمرة هذا العام والأعوام المقبلة، ونأمل ألا يوجد أي شيء يخل بأمن الحجيج، ونأمل أن يوفقنا الله لإفشال كل من يحاول زعزعة أمن الحجيج، وثقتنا بالله كبيرة، مع وجود قدرات أمنية قادرة بإذن الله على صد ذلك ومنع وقوعه». خطط الموسم المقبل • ما هي خطط المملكة لموسم الحج المقبل؟ نبدأ في كل عام الاستعدادات لموسم الحج المقبل بعد الانتهاء من موسم الحج الحالي مباشرة، حيث نأخذ السلبيات لتعالج في الحج المقبل، وهذا أمر طبيعي وحاصل حيث يتم حصر الجهات المعنية لما يحتاجه حجاج بيت الله في كل المجالات وينشط ذلك بانتهاء الحج هذا العام وكل عام، للإعداد المبكر واستكمال المشاريع، ومن ذلك استكمال مشروع القطار في المشاعر المقدسة إلى جانب دراسات وورش عمل تعمل بشكل مستمر في كل ما يتعلق بالحج من إسكان ومواصلات وخدمات صحية وغذائية وفي كل المجالات، وهناك ورش عمل متنوعة تعمل بشكل مستمر لكل ما هو متوقع ومطلوب لزيادة وتحسين كل الخدمات، وفي إطار تصميم على هذا الأمر بكفاءة رعاية وتوجيه ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين مع حث جميع الجهات للعمل على كل ما يخدم ضيوف بيت الله والمعتمرين وزوار مسجد رسول الله وتحقيق كل ما هو واجب وما يمكن المسلمين من أداء هذه الشعيرة.