شدد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، على أنه لا تهاون في أي أمر يخص حجاج بيت الله الحرام، وعدم وجود تفرقة بين أحد من حجاج بيت الله الحرام «كلهم جميعا متساوون وسيحظون بكل الخدمات والأعمال التي تمكنهم من أداء حجهم بيسر، وكذلك زوار مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن يعودوا إلى أوطانهم غانمين سالمين». وهنأ في المؤتمر الصحفي السنوي للحج الذي عقده في ختام جولته التفقدية لاستعدادات الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام في المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة أمس، حجاج بيت الله الحرام بوصولهم للمشاعر المقدسة، مؤكدا توفير المملكة جميع الإمكانيات لهم لأداء النسك بيسر وطمأنينة في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، داعيا الله تعالى أن يقبل حجهم ويثيبهم على ما يعملون. وفي إجابته على سؤال عن احتمال قيام تنظيم القاعدة بأي عمل تخريبي، قال «أعتقد أنه لا يوثق بهم، فنحن لا نستبعد المحاولة بأي عمل يعكر أمن حجاج بيت الله، ولكن كما قلت نحن مستعدون لأي أمر يحتمل حدوثه، وإن شاء الله لا يحدث مثل هذا تقديرا لهذه الشعيرة ولهؤلاء المسلمين الحجاج من كل أقطار العالم»، مشددا على أن المملكة قادرة على إفشال مثل هذه العمليات ومواجهتها وردعها بكل قوة وحزم دون تردد. وعن نشاط القاعدة في اليمن واستغلال موسم الحج في القيام ببعض الأعمال التخريبية، أكد النائب الثاني أن أمن اليمن يهم المملكة والتعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين بأفضل المستويات «نحن على ثقة بالقيادة اليمنية ممثلة في الرئيس علي عبدالله صالح وحكومة وشعب اليمن بأنهم حريصون على أمن اليمن، ونحن معهم في ذلك بكل قدرات المملكة، ونرجو أن تتمكن السلطات اليمنية من اقتلاع جذور القاعدة في اليمن ونحن معهم في هذا دون تردد، فالذي يهم اليمن يهمنا تماما كدولة شقيقة ومجاورة والعلاقات بيننا وبينهم متجذرة، وأما القيام بأعمال تخريبية في الحج فنحن لا نستبعد ذلك وهناك خطط مرسومة لمواجهة مثل هذه الأمور، وفي الأعوام الماضية حاول البعض القيام بأعمال تخريبية ولكن تم القبض عليهم وكان عددهم محدودا، والمتابعة مستمرة ونرجو ألا يحدث شيء، وإن حدث فالأجهزة الأمنية قادرة على التصدي له بكل قوة وحزم». وأكد النائب الثاني الثقة بحجاج بيت الله الحرام وأنهم جميعا سيحترمون هذه الشعيرة العظيمة وهذا الزمان والمكان، وهي أطهر بقعة خلقها الله بجوار بيته الحرام وأن يحترموا كل ما يجب أن يحترموه، ويتعاونوا مع جميع الجهات المختصة بخدمتهم وسلامتهم وراحتهم وطمأنينتهم في أداء النسك. وأوضح في إجابته على سؤال عن استعداد رجال الأمن للتعامل مع أي مظهر قد يسيء لسلامة وأمن الحجاج قائلا «إننا لا نحتاج إلى استعمال القوات الأمنية، ولكن الأمر المعروف أننا لا نقبل المساس بأمن حجاج بيت الله الحرام، وسنمنع هذا بعون الله عز وجل، ثم بقدرات رجال الأمن البواسل»، مبينا أنه بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سخرت المملكة جميع الإمكانيات لخدمة حجاج بيت الله الحرام بكل ما يحافظ على صحتهم وتمكينهم من أداء حجهم بكل يسر وسهولة، وهذا ما سينفذ في جميع الجهات المعنية بخدمة الحجاج، في مجال الصحة والأمن والسلامة والخدمات الأخرى التي تقدم في هذه المناسبة العظيمة والكبيرة والمقدسة لحجاج بيت الله الحرام. وعن مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، بين الأمير نايف بن عبدالعزيز أنه تم طرح هذا الموضوع في المؤتمر الذي عقد عام 1424ه، مفيدا بأن الأمر متروك لهيئة الأممالمتحدة. وبشأن جسر الجمرات في حج هذا العام وسؤال عن توقع أي ازدحام فيه، ذكر الأمير نايف بن عبدالعزيز أن الجسر صمم ونفذ بناء على دراسة مستفيضة ونظر فيها بكل ما يتعلق بهذا الأمر وهو فك الزحام وتيسير أداء الرجم بسهولة دون أي ضرر يصيب حجاج بيت الله الحرام، لافتا إلى أن الرجم في جسر الجمرات في حج العام الماضي تم دون زحام ولم يكن قد اكتمل جسر الجمرات إلا الدورين العلويين، إضافة إلى الدور الأرضي، معبرا عن أمله أن يتم الرجم في هذه السنة بكل يسر وسهولة بما يحقق الراحة وعدم الزحام للجميع. وتطرق النائب الثاني للشركات العاملة في مجال الحج والعمرة وخدماتها لضيوف الرحمن، مؤكدا حرص الدولة واجتهادها في تحقيق كل ما يوفر الراحة للحجيج ورفع مستوى الخدمات لضيوف الرحمن من القطاع العام أو الخاص «الدولة معنية بذلك بأن تكون الخدمات بما يليق بحجاج بيت الله الحرام وبما تقدمه المملكة حكومة وشعبا ممثلة في المؤسسات التي أوكل إليها خدمة حجاج بيت الله الحرام، والدولة لم ولن تتغاضى عن أي قصور من أي مؤسسة»، مؤكدا أن هذا مطبق وحاصل، حيث إن هناك عقوبات وجزاءات لكل من يخل ببعض المطلوب منه. وفي سؤال عن رسالة المملكة من خلال مشروع الساعة المجاورة للمسجد الحرام التي تعد الأعلى في العالم، أوضح النائب الثاني أنها تأتي ضمن مشاريع تطوير منطقة المسجد الحرام لترى في أنحاء مكةالمكرمة وتبرز بين المباني العالية» جاء وضع البناء والإنشاء العالي للساعة نظرا إلى وجود مبانٍ عالية تم رفعها بهذا المستوى، وقد تكون أعلى ساعة في العالم ولكن كل ما يقدم لبيت الله ولحجاج بيت الله والمعتمرين هو أمر طبيعي ومطلوب تؤديه المملكة». وبين أن العمرة مفتوحة على مدار العام، وهناك زيادة ملحوظة في أعداد المعتمرين، مشيرا إلى أن أعداد الحجاج محكومة بقرار منظمة المؤتمر الإسلامي، والمملكة ملتزمة به، ومع ذلك تراعي بعض الطلبات التي تقدم من بعض الدول الإسلامية لزيادة أعداد حجاجها. وذكر أن عدد المسلمين يزيد على 1400 مليون مسلم وكلهم ملزمون بأداء الركن الخامس والمملكة تعمل على تنظيم أمور الحجيج وتوجيههم التوجيه السديد، راجيا من الدول الإسلامية أو الدول التي بها أقليات إسلامية العمل على توعية حجاجها للتعليمات التي وضعتها الجهات المعنية بالمملكة وهي لا تتعارض مع نصوص الشريعة ولا تعيق وصول المعتمرين والزوار، والمملكة تتخذ كل الاستعدادات لراحة الحجاج، لافتا إلى أن بعض الدول التي تنظم بعض المناسبات الرياضية يشارك فيها عدد محدود تستعد لها منذ أعوام في حين المملكة يأتيها في كل عام أعداد كبيرة من الحجاج والزيادة في أعدادهم لا تغيب عن بال قيادة المملكة ولا عن جميع المسؤولين ولا عن المؤسسات التي تقوم بخدمة الحجاج، مؤكدا وجود دراسات تطويرية لعشرات الأعوام المقبلة لتهيئة كل ما ييسر للحجاج أداء نسكهم. وأثنى الأمير نايف بن عبدالعزيز على بعثات الحج التي تأتي للتنسيق في لقاءات مع المسؤولين عن الحج في المملكة، حيث يلتقون وزير الحج ويناقشون كل أمور بعثات حجهم «الجهات المسؤولة في المملكة ووزارة الحج بشكل خاص على أتم الاستعداد لاستقبال أي بعثة حج أو مسؤولين في أي دولة إسلامية أو الجهات المسؤولة عن الحج في دول فيها مسلمون في أي وقت للتعرف ومناقشة كل ما يتعلق بحجاجهم مع المسؤولين بالمملكة مثل وزارة الحج ووزارة الصحة ووزارة الخارجية المعنية بالتأشيرات ووزارة الداخلية التي تعنى باستقبالهم وأمنهم والتأكد أن هناك مرافق ومستشفيات معدة لخدمة حجاج بيت الله الحرام». وأبرز اهتمام وعناية وزارة الصحة بالحالة الصحية لضيوف الرحمن وكل ما يستجد من أمراض وبائية وتعد لها كل العدة سواء حدثت أو لم تحدث وتواكب التطورات في هذا المجال، مؤكدا أن كل ما يعني الحاج هو محل اهتمام المملكة قيادة وحكومة وشعبا، سائلا الله تعالى التوفيق والعون وأن يسدد الخطى نحو تعاون الجميع مع الجهات المعنية بالحجاج والمعتمرين حتى يتمكنوا من أداء فريضة الحج هذا العام. وتحدث النائب الثاني عن رؤية وخطط المملكة لموسم الحج المقبل قائلا «نحن فعلا نبدأ بالاستعداد حال انتهاء موسم الحج الجاري، حيث نأخذ السلبيات لتعالج في الحج القادم وهذا أمر طبيعي»، لافتا إلى أن حصر الجهات المعنية لما يحتاج إليه الحجاج بيت الله في كل المجالات ينشط بانتهاء الحج هذا العام وكل عام، للإعداد واستكمال المشاريع ومن ذلك استكمال مشروع القطار في المشاعر المقدسة إلى جانب دراسات وورش عمل تعمل بكل ما يتعلق بالحج من إسكان ومواصلات وخدمات صحية وغذائية وفي كل المجالات. ووصف ذلك بأنها ورش عمل متنوعة تعمل بشكل مستمر لكل ما هو متوقع ومطلوب لزياردة وتحسين كل الخدمات وفي إطار تصميم على هذا الأمر بكفاءة برعاية وتوجيه ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد مع حث جميع الجهات للعمل على كل ما يخدم ضيوف بيت الله والمعتمرين وزوار مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا حصر في ذلك، بل هو في كل المجالات. وأبرز الأمير نايف بن عبدالعزيز سعي الدولة رغم كبر حجم ما هو مطلوب منها نحو العمل وتواصله في خدمة الحجيج، وقال «لو نظرنا لما تم خلال ال20 أو ال30 عاما إلى الآن لوجدنا أن هناك أعمالا كبيرة أولها التوسعة الكبيرة للحرم المكي الشريف والثاني التوسعة الكبيرة لمسجد رسول الله، وتحسين الخدمات وتحسين الطرق، والنقل، وسيبدأ قريبا قطار بين مكةوالمدينة بما يعد نقلة كبيرة في النقل في الحج وفي العمرة وهو من أكبر المشاريع». وأضاف «ليس هناك حصر لمشروع معين ولكنه في كل المجالات التي تتعلق بحجاج بيت الله والمعتمرين والزوار، فمرحبا بضيوف الرحمن الذين نعمل معتمدين على الله وعونه ثم بإصرار وعزيمة قوية من قيادة وحكومة وشعب المملكة في مساعينا وخططنا نحو ما يمكن المسلمين من أداء هذه الشعيرة وهذه الفريضة، وهذا ما تحقق وما سيتحقق في المستقبل». وشكر الأمير نايف بن عبدالعزيز في ختام المؤتمر وسائل الإعلام المشاركة في تغطية أداء ضيوف الرحمن لحج هذا العام، متمنيا أن يتمكنوا من أداء مهمتهم والتغطية المناسبة في نقل هذا الحدث العظيم للعالم، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام ستضع كل ما أمكن لأداء مهمتهم بيسر وسهولة، مؤملا فيهم أن ينقلوا الحقيقة المشرقة كما هي، وقال «نحن نفضل الحقيقة ونتعامل معها. حضر المؤتمر الصحفي أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي، وأمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد، والأمير نواف بن نايف، وعدد من الوزراء، وأعضاء لجنة الحج العليا، ولجنة الحج المركزية، وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز تفقد أمس استعدادات الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام، حيث استعرض الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الأجهزة الحكومية والأهلية ذات العلاقة من أجل توفير أعلى معدلات الأمن والأمان والراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام بما يتوافق مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد، الهادفة إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بكل يسر وسهولة وأمان .