ما زال سكان حي قويزة وأحياء شرق جدة عموما، يستشعرون الخطر مع دخول فصل الشتاء وتوارد توقعات الأرصاد العالمية بهطول كميات أمطار خلال هذا الموسم تفوق نسبتها أمطار الموسم الماضي بمعدلات واضحة، وتهدد بكارثة أخرى، كتلك التي حدثت العام الماضي وجرفت خلالها مياه السيول البشر والحجر وعرفت بالأربعاء الأسود. وأبدى السكان مخاوفهم من أن تعاود السيول مرة أخرى عبر بوابة الجبل المقصوص باتجاه منازلهم، والجبل المقصوص لمن لا يعرف معناه هو جبل شقت عبره طريق مضيق مخرج وادي قوس شرقي جدة، وساهم بشكل جزئي في اندفاع المياه إلى المناطق السكنية المقابلة للطريق بعد انهياره وتدافع مياه السيول المحجوزة بكميات كبيرة إلى الأحياء المجاورة. وهنا أبدى ل «عكاظ» مغرم قويزة، في العقد السادس من العمر، ومن أقدم سكان حي قويزة، عن خيبة أمله في معالجة الجهات المعنية لمشكلة الجبل المقصوص، والذي يرى فيه السبب الرئيس لكارثة العام الماضي ويهدد سلامة السكان خصوصا أنه يسكن الحي وتحديدا في شارع جاك المشهور الذي استمد شهرته من كارثة العام الماضي، وشدد مغرم، على أن السيول ستعاود المرور في هذا العام عبر بوابة الجبل المقصوص باتجاه منازلهم، مستشهدا بأمطار عام 1416ه التي استمرت لمدة أسبوع كامل ولم يلحقهم منها أي أذى، كون الجبل كان على حاله ولم تمسه يد الإنسان وتحاول تغيير معالمه. من جهته، صرخ فهد الجهني، بأعلى صوته طالبا إيصال صوته إلى المسؤولين، وقال: «منازلنا تقع على جانب الطريق الذي يشق الجبل، حيث عبرت سيول العام الماضي، ومن حينها لم تقم الجهات المعنية وتحديدا في الأمانة بإصلاح ما أفسدته السيول، ولم نشاهد الآليات في الموقع، إلا قبل أربعة أيام وتحديدا عقب نشر «عكاظ» خبر الجبل المقصوص». وأضاف: «لا نتوقع عودة الحال إلى سابق عهدها، وها هو الجبل وقد ساوته المعدات بالأرض، ولكننا نطالب باستحداث مجار للسيول على جانبي الطريق وفق مواصفات عالية تضمن احتواء خطرها مستقبلا، بتحويل مجراها بعيدا عن منازل السكان»، مشيرا إلى ضيق النطاق العرضي للطريق الأمر الذي من شأنه إفساد أي مخططات لمعالجة الوضع الراهن، وطالب توسعة الطريق للتخفيف من وطأة السيول حال جريانها خصوصا أن المساحات متوافرة بعد ما تم نزع الملكيات على جانبي الطريق. وعلى الطرف الآخر من الوادي، قال علي الزهراني، من سكان الحرازات، أن كارثة العام الماضي حدث لا نتمنى تكراره أبدا، ونأمل الآن إيقاف الأعمال في الموقع أو الانتهاء منها في أسرع وقت، لأن الغبار والأتربة عمت الأجواء بشكل لا يصدق منذ عام، ولا يمكن تصور حجم المعاناة التي يعانيها السكان هنا خاصة بعد قدوم الآليات أخيرا وتحديدا المرضى منهم وكبار السن والأطفال. أما خالد سليمان، وهو من السكان المجاورين للجبل فقال: «نأمل من الأمانة أن تعمل بشكل احترافي يعتمد على المنهج في الأداء، وهو ما لا نراه في إعادة تعبيد الطريق، فأغلب الآليات مستأجرة وقديمة، ولا توجد لوحات إرشادية في الموقع توضح خطة العمل ومدة التنفيذ والشركة المنفذة». وأضاف: «نحاول أن نفهم ما يدور في أعمال تنفيذ المشروع فنتوجه بأسئلتنا لعمال الآليات الذين يجهلون الشكل النهائي لأعمالهم، أو النتيجة النهائية، مشيرين إلى أنهم يعملون حسب التوجيهات المباشرة من المهندس الميداني على الجزئية المحددة بالتعبيد والرصف».