ما زالت أعين موظفي أمانة مدينة جدة تتعامى عن الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها شوارع حي قويزة المنكوب شرق مدينة جدة بفعل كارثة (الأربعاء الأسود) قبل ستة أشهر تقريباً، ولا تزال مخلفات الأمطار (سيارات، نفايات، قمائم وسواها)، تقف حائرة في بعض شوارع الحي من دون أن تحرّك الأمانة ساكناً أو تعمل على إزالتها فضلاً عن تعبيد الشوارع وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، وتسهيل حركة السير التي تشهد زحاماً شديداً أثناء خروج وعودة التلاميذ والموظفين من مدارسهم وأعمالهم إلى منازلهم. و يعترف عدد من أهالي الحي «المنكوب» أن هذا لا يعد سوى إهمال واضح ومتعمد وتجاهل للمسؤولية الملقاة على عاتقهم وإلا كيف تبقى هذه الشوارع وحتى هذه اللحظة بهذا الوضع المتأزم، خصوصاً الطرق الرئيسة التي تعد المعبر الوحيد لمدخل الحي كالطريق الموازي لطريق الحرمين في حي قويزة الذي يربطه بالأحياء الأخرى، وقد هبط مستوى الشارع عن منسوبه الطبيعي إلى أدنى مستوى عرفه سكان الحي منذ إنشائه. وفي هذا الخصوص قال عبدالرحمن الصيدلاني (أحد سكان الحي) إن أضراراً كبيرة تُحدثها هذه الشوارع المعطوبة في سياراتنا ونحن مضطرون للمرور منها وقد نفد صبرنا ونحن ننتظر تعبيدها وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، مضيفاً أن وجود سيارات متهالكة في عرض الطرقات بعد السيول الأخيرة التي اجتاحت مدينة جدة لا تزال إلى اليوم ولا أحد يعلم أين أصحابها؟ وهل هم على قيد الحياة أم لا؟ لكن وجودها هكذا يؤكد أن أمانة جدة لم تزر الحي منذ زمن ولم تعرف ما بقي فيه. بدوره، أكد سعد الزهراني أن معاناتهم كسكان في الحي تزداد يوماً بعد يوم، خصوصاً عند خروج التلاميذ والموظفين صباحاً إلى مدارسهم وأعمالهم، إذ لا يستطيعون المرور بسهولة من هذه الطرقات. وزاد: نشعر أننا نعيش في مدينة صغيرة أو «هجرة» وليس في مدينة تعد الثانية في السعودية وتعتبر واجهة حية للزوار من داخل وخارج السعودية وأن المسؤولين في الأمانة والبلديات التابعة لها تناسوا هذا الحي وأهله بعد السيول الأخيرة التي أعطبت الحي وشوارعه. وفي الإطار نفسه، أبدى سلطان المطيري أسفه لعدم البدء في تنفيذ مشاريع السفلتة والإنارة على رغم مرور ستة أشهر على الكارثة والدمار الذي خلفته السيول، وقال «أقسم لكم أننا نعاني كثيراً من تشقق الطرقات، وخروج مياه المجاري منها بشكل لافت ومزعج». فيما أكد عدد من أصحاب المحال التجارية في الحي (القضية) تضررهم من ذلك معنوياً ومادياً وأصبح زبائنهم يتهربون منهم بسبب الروائح الكريهة ووعورة الطريق المؤدي إلى مواقعهم وصعوبة الوصول إليهم، في حين أن أمانة جدة لم تتخذ خطوات جدية في تحسين الحي وتنظيمه.