ظهر في الأسبوع المنصرم خبران .. قد يقول قائل أن لا علاقة بينهما .. غير أني أرى العلاقة وثيقة وقوية! الخبرالأول كان في بداية الأسبوع الماضي وتضمن تسريبات في المواقع الإنترنتية قيل فيها فتوى صدرت تنص على تحريم وظيفة كاشير على المرأة! لأنها تؤدي إلى الفتنة والافتتان بها!! أما آخر الأسبوع فقد صدر التقرير السنوي لهيئة التحقيق والادعاء العام، متضمنا أرقاما مفجعة لأعداد الجرائم الأخلاقية ما بين الاعتداءعلى النفس والعقل والعرض والمال وقضايا المخدرات!! بلغ عدد القضايا الواردة للهيئة (74) ألفا، وبلغ عدد المتهمين (104) آلاف متهم، أما القضايا التي تم التحقيق فيها بشأن الاعتداء على النفس بفروع الهيئة والمحافظات التابعة لها بلغ (18505) قضايا عدد المتهمين (29193) متهما!! السؤال .. في مجتمع واحد شديد الحذر وحريص على إيجاد الوسائل للمنع والإنكار والتحريم وينشط فيه الباحثون عن لفظ (محرم) ويتفوقون بجهودهم الفردية على غيرهم كيف تكون القضايا الأخلاقية بهذا الحجم الكبير قياسا بجهود المنع والترهيب؟! كيف يمكن الجمع بين النقيضين في آن واحد!! إن هذين الخبرين الصادمين اللذين تلقاهما المجتمع بأسره في أسبوع واحد.. صفحة جديدة في المواجهة مع الحقائق... فكل جهود المتحدثين باسم الفضيلة وما هم من علمائنا الكبار الأجلاء إنما مجتهدون سعوا لإيجاد «مجتمع» يخصهم وحدهم يقودونه إلى حيث يشاءون كل جهود هؤلاء في المنع والترهيب والتخويف والتحريم لم تجعل الواقع ملائكيا مترفعا عن الجرائم الأخلاقية مما يعني أن الخلل لا يزال قائما رغم هذه الجهود وأول الطريق يبدأ بالكشف عن أسباب هذه الجرائم ومسبباتها ولن يعدم العاقل الحصيف الوعي في إدراك أن من أهم الأسباب الشعور بالفاقة والعوز والتعطل عن العمل والحياة ليس أسوا على الإنسان من أن يعيش مهموما بلقمة العيش وإذا كان سهلا على الرجل أن يعمل في أي وظيفة مهما كانت إذا اشتد به العوز والفقر إلا أن المرأة خاصة بنت هذا المجتمع بكل بصماته لا تخرج لعمل لا يشكل بالنسبة لها طموحا ولا حلما كبيرا إلا مضطرة ولأنها في أشد حاجة إليه.. وحاجة المرأة لسد الرمق وللقمة شرف لا تختلف عن حاجة الرجل خاصة إذا كانت أمرأة وتعول .. فأي جريمة في هذا؟! فما الذي يجعل «جامعية» .. أو غير جامعية معززة ومكرمة ما الذي يجعل أي منهما، هاتان الفاضلتان تعملان بمهنة «كاشير» وهي ليست من المهن التي يسيل لها اللعاب ومع ذلك تتناطح عليها المناكب وتتنافس لأجلها المحتاجات .. ما الذي يجعلهن كذلك لولا الحاجة وقسوتها؟! ورغم ذلك استكثرنا هذه المهنة عليهن .. وحتى هذه!! يا للمصيبة .. هل تعرفون أين المعضلة؟! .. غدأ نلتقي، فإلى الغد! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة