خاطب إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد حجاج بيت الله الحرام قائلا «إن إخوانكم وأهلكم في بلاد الحرمين الشريفين المملكة ليسعدهم ويشرفهم استقبالكم وخدمتكم والعناية بكم، فقادة البلاد وولاة الأمر فيها ورجال الدولة وشعب المملكة يرحبون بكم ويهنئونكم، تستقبلكم القلوب قبل البقاع فالخدمات موفورة والاستعدادات ولله الحمد تامة والجهود مبذولة فعلى الرحب والسعة. إن أشواقكم هي أشواق كل مؤمن ومقصدكم أعظم مقصد، فيسر الله مجيئكم وسهل الله أمركم وتقبل سعيكم وأحسن منقلبكم». وأضاف لدى إلقائه خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام «معاشر المسلمين والحجاج إننا نقول بثقة مقرونة بقوة وقناعة منبثقة عن حجة إن البشرية ليست بحاجة إلى مبادئ جديدة أو أنظمة جديدة ولكنها في حاجة إلى مصداقية في تطبيق العدل والقسط والنظر في المصالح الحقيقية للأفراد والشعوب». وزاد متسائلا «ألم تنظروا وتتأملوا فيما نملكه نحن أهل الإسلام من خير وما نختص به من كنوز ونستأثر به من مبادئ ومنطلقات؟ ألم تمد دولة محمد صلى الله عليه وسلم في أقل من قرن من جدار الصين إلى بحر الظلمات المحيط الأطلسي؟ أشرقت دولة الإسلام حقبا عديدة ودهورا مديدة بمبادئ النبل وضياء الهدى، دين الحق قبلته وقبلت لغته الأرواح قبل الأشباح، تتبع فتوحاته الحضارة والمدنية والعدل والرحمة والعلوم النقلية والعقلية والكونية على أيدي هذه الأمة الأمية حديثي العهد بالعلم، قد زكاها القرآن وعلمها أن صلاح الإنسان يتبعه صلاح العالم. وهل يكون هذا الخير وهذا النور وهذا الحق إلا بوحي من لدن حكيم عليم». ورأى الشيخ صالح بن حميد أن مستقبل الأمة الإسلامية لا يصنعه بإذن الله إلا المسلمون، وإذا استقام الطريق وصح المنهج فإن الزمن جزء من العلاج طال الزمن أم قصر لأن دين الإسلام حق بذاته برهانه من داخله وحجته في نصوصه وتطبيقاته. دين وسع نوره الأرجاء وعم ضياؤه الآفاق وربط نظامه المشرق بالمغرب والأقصى بالأدنى. وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام، أنه لم يكن المسلمون هم الذين صنعوا عظمة الإسلام ولكن الإسلام هو الذي صنع عظمة المسلمين، وكذلك يفعل ديننا في قديم الزمان وحديثه وفي شرق العالم وغربه وفي أقصاه وأدناه، الإسلام هو الذي يصنع عظمة المسلمين ويحفظ مكانتهم ويعلي قدرهم فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين. وأشار الشيخ ابن حميد في خطبته «بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين وحاضنة مقدساتهم وخادمتها وراعيتها وفي مقدمتهم ولاة أمرها يفخرون بذلك ويعتزون به خدمة ورعاية وعناية، يبذلون الغالي والنفيس من أنفسهم ومواردهم، ويأتي ولي أمرنا مليكنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بحفظه وأعزه بدينه ليشهد له العالم بهذه المكانة وليتبوأ هذه المنزلة ويعترف بقوته وتأثيره ومكانته في صدقه ومنجزاته وخدمته لأمته وقربه من شعبه واستمساكه بدينه وأخذه بركاب العلم، والمشاركة الفاعلة في صناعة القرارات الدولية التي تنشد السلم والحق والعدل وجمع الكلمة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الفقر والمبادرات المخلصة لإحقاق الحق، فهو يمارس مسؤولياته ببراعة ومصداقية ونزاهة ومحبة وبأسلوب فعال وإدارة حازمة دينا واقتصادا وسياسة وعلما». وفي المدينةالمنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن القاسم في خطبة جمعة أمس، المسلمين إلى تدبر شعار الحج وافتتاح النسك «لبيك اللهم لبيك»، مذكرا أن التجرد من المخيط تذكير بلباس الأكفان بعد الرحيل، وأن اجتماع الناس في يوم عرفة تذكير بيوم الحشر لفصل القضاء بين الخلائق ليسيروا إلى منازلهم إما نعيم وإما جحيم. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى التمسك بمناسك الحج والتقيد بالسنة وحسن الاتباع، والإكثار من الدعاء يوم عرفة.