شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن العالم برمته هو الذي شهد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بقوة تأثيره ومكانته وصدق منجزاته وخدمته وقربه من شعبه. وقال ابن حميد في خطبة الجمعة أمس: «وبلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين وحاضنة مقدساتهم وخادمتها وراعيتها، وفي مقدمهم ولاة أمرها يفخرون بذلك ويعتزون به خدمة ورعاية وعناية يبذلون الغالي والنفيس من أنفسهم ومواردهم ويأتي ولي أمرنا مليكنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليشهد له العالم بهذه المكانة وليتبوأ هذه المنزلة ويعترف بقوته وتأثيره ومكانته في صدقه ومنجزاته وخدمته لأمته وقربه من شعبه واستمساكه بدينه وأخذه بركاب العلم، والمشاركة الفاعلة في صناعة القرارات الدولية التي تنشد السلم والحق والعدل وجمع الكلمة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الفقر والمبادرات المخلصة لإحقاق الحق فهو يمارس مسؤولياته ببراعة وصدقية ونزاهة ومحبة وبأسلوب فعال وإدارة حازمة ديناً واقتصاداً وسياسة وعلماً». واضاف قائلاً: «في هذه الأيام تتوافد وفود الرحمن وضيوفه إلى حرم الله والى مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم إذ تلتهب الأشواق إلى مهبط الوحي وإلى طيبة الطيبة إلى هذه البقاع الطاهرة والمشاعر المعظمة بقاع ومشاعر قدسها الله وعظمها وخصها برسالته ومتنزل وحيه ومولد نبيه ومرباه ومبعثه ومهاجره، تتوافد هذه الحشود المسلمة من كل بقاع الدنيا من مشارق الأرض ومغاربها يحملها البر والبحر والجو إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة فهنيئاً لهم الوفادة والكرامة وبشراهم القبول». وخاطب حجاج بيت الله الحرام قائلاً: «إن إخوانكم وأهلكم في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ليسعدهم ويشرفهم استقبالكم وخدمتكم والعناية بكم فقادة البلاد وولاة الأمر فيها ورجال الدولة وشعب المملكة يرحبون بكم ويهنئونكم، تستقبلكم القلوب قبل البقاع، فالخدمات موفورة والاستعدادات ولله الحمد تامة والجهود مبذولة فعلى الرحب والسعة، إن أشواقكم هي أشواق كل مؤمن ومقصدكم أعظم مقصد فيسر الله مجيئكم وسهل الله أمركم وتقبل سعيكم وأحسن منقلبكم». ورأى أن مستقبل الأمة الإسلامية لا يصنعنه بإذن الله إلا المسلمون وإذا استقام الطريق وصح المنهج فإن الزمن جزء من العلاج طال الزمن أم قصر لأن دين الإسلام حق بذاته برهانه من داخله وحجته في نصوصه وتطبيقاته، دين وسع نوره الأرجاء وعم ضياؤه الآفاق وربط نظامه المشرق بالمغرب والأقصى بالأدنى. وأوضح أن المسلمين والحجاج يقولون بثقة مقرونة بقوة وقناعة منبثقة عن حجة إن البشرية ليست بحاجة إلى مبادئ جديدة أو أنظمة جديدة ولكنها في حاجة إلى صدقية في تطبيق العدل والقسط والنظر في المصالح الحقيقية للأفراد والشعوب، وأن نفوس المسلمين وأنفاسهم تتدفق مع مجاري دمائهم تربط الروح بالجسد والدين بالدنيا والأمل وبالعمل في اتصال من غير انفصال.