يتميز فن الجرافيك بقيم فنية جمالية فريدة، وبرز هذا الفن على السطح من خلال الرسومات الجدرانية، التي انتشرت بين فئة الشباب، ورغم بروزها على السطح في الفترة الأخيرة ومساهمة شبكة الإنترنت في انتشارها بشكل أوسع، إلا أنها تبقى محصورة في فئة عمرية محددة، تحاول المضي قدما بهذا الفن إلى مصاف الفنون الأخرى. ومن هؤلاء الشباب عبد الله راجح الحربي 17 عاما، طالب ثانوي، وفنان جداريات، ويطمح في نشر هذا الفن وتعليمه لغيره، والارتقاء به خصوصا وأنه محصور على فئة عمرية معينة على حد قوله. معهد متخصص ويذكر الحربي، أن الصدفة هي التي دفعت به إلى هذا المجال، ففي عام 1427ه نظمت ورشة عمل لفنانين تشكيليين في أحد المراكز التجارية الكبيرة في جدة، فشارك بلوحة صغيرة، وكانت عبارة عن كلمة (سعودي) وقال: «أبدعت في تجسيدها بشكل لفت نظر الحضور ونالت استحسانهم». وأضاف: بدايتي لم تكن سهلة، حيث وجدت معارضة شديدة من الأسرة وحتى الأصدقاء، إلا أنني أكملت الطريق ولم استمع للأصوات المعارضة، ولكنهم بعد تلمسهم لأعمالي دعموني معنويا وماديا خصوصا وأن الفن مكلف جدا. وتابع الحربي بالقول: شاركت بخبرتي في دورة لفن الجرافيتي في جدة أخيرا، ورغم قصر المدة التي لم تتجاوز الثلاثة ساعات، إلا أنها كانت مفيدة، ولم يقتصر دوري على رسم الجرافيك بل خصصت جزء منها لتعلم رسم الشخصيات بالبخاخ نال استحسان الحضور من مختلف الفئات العمرية. وقال بعد فراغ المشتركين من تسليم أعمالهم حللت شخصياتهم من خلال رسوماتهم بهدف تقديم النصائح لهم حتى يطوروا من نفسهم مستقبلا، وتعد هذه الخطوة موفقة لبروز فن الجرافيتي في السعودية، وأناشد المسؤولين دعم هذا الفن والارتقاء به خصوصا وأنه محصور على فئة معينة من الشباب رغم حب البعض له. فن الجرافيت موضحا، أن فن الجرافيتي هي كلمة إيطالية الأصل وقد بدأت في السبعينيات في مدينة نيويورك، وقام بنشر علاماتها الفارق والكتابة على الجدران بالفحم كل من «خوليو» و «تاكي» وهما من الطبقة الفقيرة جدا ويسكنون في حي فقير، وسرعان ما انتشرت الفكرة في نيويورك ونالوا شهرة كبيرة بين الشباب المحب لهذا الفن، فضلا عن أن كلمة جرافيتي مأخوذة من مصطلح «جرافيتو» وتعني باللغة الإيطالية الرسومات المطبوعة على الجدران. وخلص إلى القول: ينقسم فن الجرافيتي إلى قسمين مطبوع ومكتوب، فالمطبوع يقترب من الإنتاج الفني فلكل فنان جرافيتي بصمته الخاصة في إنتاجه لأنه يعتمد على خيال الفنان الذي يرسم، فيما يتمثل المكتوب في تواقيع الفنانين، والتي تكون عادة بلون واحد دون تجسيم، ويهدف كسب الشهرة فقط. استفادة كبيرة وبين فواز شامي، مدرب سلوكيات، أن المداومة على الدورات التدريبية في أي مجال فني تعد خطوة بناءة وجميلة، ويشاطره الرأي ريان عبداللطيف، الذي قال: استفدت كثيرا من دورة فن الرسم والجرافيت، وهي خطوة رائعة وقوية وقد تعلمت فنونا وأساليب رسم الشوارع. انتشار فن الجرافيت بدورها، أشارت مصممة الأزياء فايزة الفايز، انتشار فنانو الجرافيت في جدة بشكل واسع. أما جابر العثمان، فيرى أن السر ليس في خطوات هذا الفن، بل في كيفية شرحه وتقديمه.