يرقد الآن على سرير في مستشفى القوات المسلحة بمحافظة جدة، المواطن «ثواب عبيد البيشي» وقد نهشته الأمراض من كل جانب، وغدا أقرب إلى الموت والأعمار بيد الله منه إلى الحياة، أسرته تنظر إليه وهو مسجى، وأبناؤه في حيرة من أمرهم، ومحبوه وأصدقاؤه يتمنون حفظ الحد المعقول من حقوقه الإنسانية. أما المعضلة الكبرى التي تواجه «ثواب» فمطالبة مستشفى خاص في محافظة جدة، بدفع فاتورة علاجه (800 ألف ريال) أي نعم (800) ألف ريال، لم يستطع «ثواب» دفعها، فرفع المستشفى دعوى قضائية ضده يطالبه بحقه، و«ثواب» لايملك شروى نقير، والنقير من بين معانيه ياقوم «المقدار اليسير الذي يأخذه الطير من الأرض، بنقر منقاره». ما الذي دفع «ثواب» لدخول مستشفى خاص؟ ما سمعته أن الرجل أصيب فجأة بجلطة في الدماغ، بحث أبناؤه عن سرير له، في أحد المستشفيات الحكومية بمحافظة جدة، فلم يجدوه، توسط له أصدقاؤه فلم يفلحوا، أيظل يعاني ؟ أيظل بين الموت والحياة، فلا هو ميت، ولا هو حي ؟ الوضع الطبيعي أن يطرق أبواب المستشفيات الخاصة، استقبله طبيب في قسم الطوارئ، وقرر إدخاله المستشفى، لأن حالته خطيرة، ووضعه الصحي حرج للغاية، وبعد أيام فقد «ثواب» الذاكرة، لم يعد يتذكر شيئا، لم يعرف أحدا من أصدقائه الذين زاروه، حتى أبناءه لم يعد يعرفهم، عيناه مفتوحان، وشفتاه مطبقتان، ولسانه لا يقدر على الكلام. كان من بين الذين زاروه فنان العرب (محمد عبده) سمعت أنه بكى وهو يرى «ثواب» بين الحياة والموت، أما أنا زميله سابقا، فلم يطاوعني قلبي على زيارته، بعد أن رأيت صورته، وقد وهن عظمه، واشتعل رأسه شيبا، وخطوط متعرجة رسمها الزمن على وجهه، وصديقه «عبده مزيد» يدعو إلى إنقاذ «ثواب» بعد أن أصبح كتلة من اللحم المتضخم. لوائح وزارة الصحة كما علمت من مسؤول صحي لا تجيز دخول المريض السعودي أحد المستشفيات الخاصة، ما لم يكن محولا إليه من أحد المستشفيات الحكومية، وفي حالة «ثواب» فإن وزارة الصحة، لا تدفع (800) ألف ريال، لمريض لم يكن أمامه إلا أن يطرق أبواب مستشفى خاص، وما على أبنائه في هذه الحالة، إلا أن يقف أحدهم على قارعة الطريق، مادا يده: لله يامحسنين. من يسدد فاتورة «ثواب عبيد البيشي»؟ badrkerrayem @ hotmail.com فاكس : 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة