كشف ل «عكاظ» استشاري مكافحة العدوى في صحة جدة الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، أن 15 في المائة من المرضى المنومين يصابون سنويا بالعدوى المكتسبة داخل المستشفيات والمرافق الصحية، مبينا أن هذه العدوى تعد من أكبر المشاكل على مستوى العالم، وتعتبر من الأسباب الرئيسة لحدوث حالات الوفيات، خصوصا أن المستشفيات ومراكز الرعاية بيئات مناسبة لانتشار العديد من الميكروبات باعتبارها مراكز لتجمع المرضى والذين بدورهم قد يشكلون مصادر لكثير من الأمراض بما يحملونه من ميكروبات، لافتا إلى أنه عند ضعف الأداء وقلة الوعي من ناحية العاملين أو الزوار وعدم الالتزام بأبسط الإجراءات الوقائية وإجراءات السلامة قد يحصل الوباء داخل المنشأة الصحية. وأضاف الدكتور حلواني الذي نال الزمالة الأمريكية في مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات أخيرا من كلية الطب والمستشفى الجامعي لجامعة جون هوبكنز «أن عدوى المستشفيات وبالرغم من الالتزام الصارم والتطبيق الدقيق للإجراءات والمعايير الوقائية قد تزداد عن النسب العالمية في الدول النامية، ولاسيما مع ندرة المتخصصين، وجهل بعض العاملين بأحدث الدلائل والبراهين، كما أن عدم تدريس مادة مكافحة عدوى المستشفيات كمادة رئيسة في كل كليات الطب والتمريض والتخصصات الطبية المساعدة سبب من أسباب انتشارها». وأشار إلى أن بعض المراكز العالمية بدأت في تطبيق برامج الدراسات العليا في تخصص عدوى المستشفيات، منوها «أن وجود قسم متكامل في مكافحة العدوى داخل كل مستشفى من الأمور الأساسية التي تساعد على خفض معدل انتشار العدوى على أن يشمل البرنامج حماية المرضى من اكتساب العدوى من المرضى الآخرين المنومين وغير المنومين والعاملين في المستشفى والزوار ومن الأدوات والمعدات والأجهزة وبيئة المستشفى، كذلك حماية العاملين في المستشفى من اكتساب العدوى من المرضى المنومين وغير المنومين، إضافة إلى حماية الزوار والمراجعين للمستشفى من اكتساب العدوى من المرضى ومن العاملين في المستشفى». ورأى حلواني أن الاهتمام ببرنامج مكافحة العدوى في أية مؤسسة صحية أو طبية لابد أن يبدأ عند بناء وتصميم المنشأة الصحية سواء كانت مستشفى أو مستوصفا أو مركزا صحيا، حيث هناك اعتبارات مهمة جدا يجب أن تراعى عند البناء والتصميم لهذه المنشأة مثل: توفر مطهرات الأيدي وأحواض الغسيل في كل غرفة، خاصة غرف الكشف على المرضى للمساعدة في ممارسة غسل الأيدي بعد الكشف على المريض، وتوفر نظام تهوية متناسب مع وضع المرضى، حيث هناك نوعان من التهوية، تهوية ضاغطة، وطاردة، وتوفر مياه آمنة وصحية في المنشأة أو المستشفى، لأن المياه التي تستخدم في غسيل الأجهزة الطبية وغسل الأيدي قد تساعد على تلوث الأجهزة المستخدمة أو الأيدي، وبالتالي نقل العدوى لهم، وتوفر الملابس الخاصة للكوادر العاملة من أطباء وتمريض خاصة عند التعامل مع مرضى العزل، ووجود مختبرات متخصصة قادرة على تعريف البصمة الوراثية للميكروب لتحديد مدى انتشاره، وإنشاء أقسام تعقيم حديثة تدار بكوادر مهنية مؤهلة.