أكد القادة الأمنيون في ملتقى «عكاظ» الإعلامي أن تغييرا جذريا أحدثه مشروع قطار المشاعر المقدسة في الخطط الأمنية لموسم الحج المقبل؛ كونه يدخل الخدمة لأول مرة هذا العام لما يتطلبه من تنظيم للحشود في تسع محطات تقع في عرفات ومزدلفة ومنى، مؤكدين أن حفظ أمن محطات القطار ومساراته من العبث وباقي المنشآت المهمة في مكة والمشاعر ذات أولوية قصوى. وأبانت قيادات أمن الحج أن مديرية الأمن العام وضعت خططا أمنية وتنظيمية محكمة سيتم تنفيذها بدقة متناهية للإطاحة بمن يحاول العبث في الحج وفقا لمرتكزات أساسية هي سرعة نقل المعلومة، الاحترافية في الإجراءات المتخذة لمواجهة الخطر، والاعتماد على قدرات رجال الأمن من المؤهلين في مكافحة الإرهاب وحراسة المواقع والمنشآت المهمة والفرق السرية في مكافحة النشل وأمن مشروع الهدي والأضاحي وخبراء الكشف عن الأسلحة والمتفجرات.. إلى التفاصيل: • «عكاظ»: ما مدى جاهزية القطاعات الأمنية لموسم الحج، وماذا عن أبرز المستجدات في الخطط الأمنية؟ يجيب مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن اللواء خضر الزهراني قائلا «الدولة تسخر كافة الإمكانيات البشرية والآلية والتقنية، وهناك قيادات متفرعة على رأسها شؤون الأمن المعنية بالجريمة ومكافحتها والمرور وقوة تنظيم المشاة والقيادة والسيطرة». وفي ما يخص شؤون الأمن، فنحن مستعدون استعدادا كاملا بناء على التوجيهات الصادرة من القيادة العليا ومن قيادة قوات أمن الحج بالعدد الكافي لتنفيذ المهمة على أكمل وأدق وأفضل وجه من حيث عدد الضباط والأفراد والآليات والتجهيزات والتقنية والمساعدات الأخرى؛ مثل الاستعانة في البحث الجنائي من مترجمين ومتعاونين من الجنسين ودور شؤون الأمن في الحج كدور الأمن في أي مكان آخر، إلا أن له خصوصية في السرعة والدقة في الإجراء، بحيث يتعامل مع مئات الجنسيات وفئة معينة من الناس جاءوا للحج، معظمهم كبار في السن، وفي وقت معين وزمن معين ومساحة ضيقة، لذا فإن عملنا يستوجب تنفيذ دورين؛ يختص الدور الأول منه في أن تكون المشاعر المقدسة مسؤولية قيادة قوات أمن الحج وعملنا الأساسي الأول منع الجريمة قبل أن تقع من خلال نشر الدوريات الأمنية في المشاعر والحراسات المدنية على الأماكن المهمة والمنشآت التي تحتاج إلى حراسة قوية إضافة إلى أكثر من 30 مركز شرطة موزعا بحسب الكثافة البشرية لأعداد الحجاج. ولدينا أربع قيادات كقيادة الضبط الجنائي، وهي معنية بمراكز الشرطة والطوارئ للوفيات؛ أما القيادة الثانية فهي للتحريات والبحث الجنائي ولديها فرق قيادات في المشاعر معظمها سرية عدا فرق مكافحة النشل وقيادة الضبط الإداري وهي معنية بالجريمة وتتكون من الدوريات الأمنية والحراسات وقوة المهمات والواجبات وأمن مشروع الهدي والأضاحي، بالإضافة إلى أن أي أمر طارئ فهو من مسؤولية القيادة الرابعة المختصة في الكشف عن الأسلحة والمتفجرات عبر الفحص على المركبات والمواقع والمباني لضمان أقصى درجات السلامة. ومسؤوليتنا ضبط الجريمة في موقع يجتمع فيه أكثر من ثلاثة ملايين شخص؛ فهناك جرائم ترتكب وهناك حالات عرضية مثل الوفيات لذلك مراكز الشرطة معنية بذلك والبحث الجنائي تستقبل كافة البلاغات وتتخذ الإجراءات وفق نظام الإجراءات الجزائية والأنظمة المرعية المعلومة في الدولة وبالتالي فعملنا سريع، كما أن لدينا الأدلة الجنائية والحاسب الآلي الخاص بالتسجيل الجنائي والقضاء واللجان المختصة بالتنفيذ، لذلك فإن التقاضي سريع وكذا الحال بالنسبة للإجراءات من حيث عملية البلاغ والقبض ومن ثم التحقيق والادعاء والمحاكمة، إذ تصدر أحكام وتنفذ من قبل اللجان المشكلة وفق ما هو سائر في أية مدينة أخرى وهناك قضايا كبيرة ربما تحال إلى لجنة تصفية بعد الحج أو تحال إلى شرطة العاصمة المقدسة لوجود أطراف معنية فيها أو أن تكون من القضايا الكبيرة مثل القصاص. • وما خططكم الأمنية لمشروع قطار المشاعر الذي سيدخل الخدمة لأول مرة في موسم الحج المقبل؟ يجيب اللواء خضر الزهراني: أي مستجدات تطرأ في المشاعر يتخذ لها -ومنذ وقت مبكر- احتياطات وتصور خاص، لذا هنالك وعلى الدوام تغيير في جميع الخطط الموجودة ومن ضمنها الخطة الخاصة بشؤون الأمن، وفيما يتعلق بالقطار فقد حددت مواقع كمراكز في محطات الإركاب، حيث أضيفت عناصر في الخطة التفصيلية بحيث تكون مغطاة أمنيا من دوريات أمنية وحراسات، وهناك قوة مسؤولة وهي القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، إضافة لترتيب خاص يتعلق بالبحث الجنائي للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج الذين سيستخدمون القطار. • في كل موسم حج تتوقف الحركة وتتحول الشوارع في مكة والمشاعر إلى أرتال من المركبات، فهل هناك من خطط لفك الاختناقات المرورية؟ يجيب مدير عام المرور اللواء سليمان العجلان: قيادات المرور في الحج يشارك فيها 17 ألفا من القوة البشرية في مكة عند المداخل والمخارج وفي المشاعر المقدسة وعدد 2400 آلية تشارك في تنفيذ الخطة، ففيما يتعلق بالقيادة على مداخل مكة التي تختص بمنع المركبات التي تقل الحجاج أقل من 25 راكبا، وهذا ما أحب أنوه عنه أن هذا الأمر لا ينطبق على أهالي مكة، فالمنع يختص بالحجاج، ومن يحاول دخول مكة مخالفا للأوامر فسوف يتعرض لعقوبات أقرها المقام السامي وتشمل حجز المركبة المخالفة إلى يوم 12، وغرامة مالية تصل إلى 1500 ريال، وتتضاعف العقوبة في حال ضبطه في مداخل المشاعر فيتم حجز المركبة والغرامة المالية تصل ثلاثة آلاف ريال، ومن يضبط داخل المشاعر المقدسة يغرم خمسة آلاف ريال مع حجز المركبة. وهناك نقل جديد دخل إلى المنظومة وهو النقل العام والنقل الترددي وهذه السنة له مشاركة فعالة، وتطبيق نظام الترددي على حجاج إيران، وعلى أفريقيا غير العربية، فالمنظومة الجديدة تعتبر المرحلة الثالثة وبلغ عدد من ينقل بالترددي 750 ألف حاج هذه السنة، والمجموعة التي انضمت بلغت 270 ألف حاج من إيران وأفريقيا غير العربية، أما منظومة قطار المشاعر فسوف يتم نقل 160 ألف حاج من منى إلى مزدلفة والى عرفة ومن ثم العودة إلى منى وسوف تتم الاستفادة من نقل أيام التشريق ما بين محطة دقم الوبر والمستفيدين منهم الساكنون في مكة وحي العزيزية والانتقال إلى الجمرات ثم الرمي ومن ثم العودة، وقد تمت تهيئة مواقف للمركبات. كما أن هناك تغييرا في خطة مشعر عرفات لهذا العام فتم الانتهاء من إنشاء طريق المغمس الذي يربط مشعر عرفات بطريق السيل، وكان هذا الطريق خروجا من مشعر عرفات ولا يستقبل الحجاج، ولكن بعد توسعته فسوف يكون دخول لعرفات من الجهة الشمالية، وبناء على التغيير في النقل الترددي على جزئية من المشاعر المقدسة فهناك تغيير أولا في طريق رقم سبعة في عرفات فسوف يكون صعودا إلى الدائري الشرقي ومن ثم إلى الدائري الأوسط، كما تم استكمال الدائري الشمالي لعرفات هذا العام وعليه يعتبر اكتمال الدائري في عرفات فسيكون له ضلع غربي وشرقي وشمالي وجنوبي، وسوف يكون مزدوجا، ويستفاد منه في توزيع الحركة المرورية، ويكون الاستقبال في كامل الجهات الأربع. • وهل سيخفف مشروع القطار من أزمة الاختناقات المرورية في المشاعر المقدسة؟ يجيب اللواء سليمان العجلان: مشروع القطار ستعمل منه 30 في المائة فقط من طاقته الاستيعابية لهذا العام، ولن ينقل سوى 160 ألف حاج من حجاج الداخل وحجاج دول الخليج وهو ما يعادل نقل ثلاثة آلاف حافلة، وسوف يقتصر دور تلك الحافلات في نقل الحجاج إلى مشعر منى فقط، ومن بعدها تقف تلك الحافلات خارج المشاعر ويتكفل القطار بنقلهم داخل المشاعر المقدسة، والاستفادة ستكون في إنقاص عدد الحافلات، وذلك سينعكس على الحركة ما بين المشاعر. • حققت خطة النقل الترددي التي طبقت في شهر رمضان نجاحا ملحوظا، فهل سيتم تطبيقها في موسم حج هذا العام على محاور المنطقة المركزية؟ يجيب مدير عام المرور: صدرت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة على تشكيل فريق عمل بعد نجاح التجربة في رمضان على طريق الملك عبد العزيز بإعادة دراسة كامل المحاور الرئيسة؛ وهي طريق الملك عبد العزيز وطريق أجياد، شارع إبراهيم الخليل، شارع جبل الكعبة، شارع أم القرى، وشارع المسجد الحرام، لإعادة ترتيبها ووضع آلية لرمضان المقبل، والفريق مكون من أمانة العاصمة المقدسة، الأمن العام، وزارة النقل، ومعهد خادم الحرمين. ويتولى فريق العمل دراسة تطبيق ما تم تنفيذه من تجربة في رمضان الماضي على رمضان عام 1432، وعلى العموم خطة رمضان تختلف عن خطة الحج، لأن نمط التحرك مختلف، ففي الحج هناك تحرك كامل الكتل البشرية إلى منى ومزدلفة وعرفات ومن ثم العودة إلى منى، أما في شهر رمضان فالتحرك إشعاعي من حيث التنقل في المنطقة المركزية ومن ثم تتحرك إلى جميع أنحاء مكةالمكرمة. • ما أبرز الخطط لدى شرطة منطقة مكةالمكرمة لتنفيذ المهمات الأمنية المتعلقة بحج هذا العام؟ يجيب مدير عام شرطة منطقة مكة اللواء جزاء العمري: عملت شرطة منطقة مكةالمكرمة مبكرا على إعداد الخطط اللازمة لتنفيذ مهمات حج هذا العام من خلال جدولة فرق العمل الإدارية والميدانية بالإضافة للخطط والفرضيات والتطبيق اللازم لها، ومهمات شرطة منطقة مكةالمكرمة تشمل العاصمة المقدسة وكافة المحافظات التابعة لها، ونعمل منذ الأيام الماضية على تنفيذ توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي أطلق حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) حيث عملنا في تطبيق خططنا منذ قدوم الحجاج عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومنفذ ميناء جدة الإسلامي، حيث يعمل رجال الأمن في الجهات المختلفة على تسهيل دخول ضيوف الرحمن عبر المنافذ تلك، ومن ثم يبدأ عمل رجال الأمن التابعون لشرطة منطقة مكةالمكرمة بدءا من تأمين سلامة الحجاج عبر الطرق السريعة المؤدية لمكةالمكرمة حتى وصولهم إليها.