أثارت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز السياسيين العراقيين إلى الاجتماع في الرياض لحل أزمة تشكيل الحكومة، اهتمام الخبراء والمفكرين لما لها من أهمية بالغة على الأوساط العراقية والعربية. وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق مروان دودين في حديث خاص ل«عكاظ» «لقد تعود العرب منذ أن كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وليا للعهد، على مبادراته الطيبة في مسألة تقريب وجهات النظر ليس فقط بين الإخوة في مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، وإنما في كل الأماكن التي تحتاج إلى حكمته وقامته العربية الأصيلة، وتظل لبنان مثلا بارزا على المساعي الجليلة لخادم الحرمين الشريفين في تقريب وجهات النظر وتجنيب لبنان واللبنانيين مزيدا من الاختلافات، وهو الآن يجدد الدعوة مرة أخرى إلى العراقيين بغية الوصول إلى حل لأزمة الحكومة العراقية». فيما يرى وزير العدل الأردني الأسبق طاهر حكمت أنه يجب أن يلقى تحرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كل الدعم والترحيب والمباركة من كل الفرقاء ومن كل دول الإقليم، وأن يعتبر خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق الفيض من الأماني التي أصبح المواطن العربي والمسلم يفكر فيها ويتمناها. من جهتهم، أشاد خبراء الشؤون السياسية والدولية والعربية بدعوة خادم الحرمين الفرقاء العراقيين للاجتماع في الرياض بعد عيد الأضحى المبارك لتحقيق مصالحة شاملة، وتمهيد الطريق لتشكيل حكومة عراقية تنقل العراق إلى الأمن والاستقرار. فمن جانبه، رأى أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإسكندرية الدكتور محمد سعد السيد أبو عامود وعضو الجمعية العربية للعلوم السياسية أن دعوة الملك تأتي امتدادا لدوره المؤثر في مختلف القضايا العربية والدولية، وجاءت كي توقف نزيف الدم في العراق، وتهدف إلى لم شمل العراقيين وليعود بقوة لممارسة دوره في الأسرة الدولية وليشارك في منظومة العمل العربي المشترك. وأوضح الدكتور أبو عامود أن تلك المواقف المشرفة من خادم الحرمين الشريفين تعكس رؤيته الثاقبة نحو ضرورة لم شمل الأسرة العربية وضرورة عودة بلد كبير للمساهمة في حل القضايا الإقليمية والدولية وليعود بقوة لممارسة دوره الإقليمي، وكما سبق لخادم الحرمين في رعاية المصالحة اللبنانية والفلسطينية وفق مبادئ الدين الإسلامي وما نادى به الشرع، وهذا هو مبدأ المملكة وسعيها الدائم لتحقيق الأمن والسلم العالميين.