انتقد الدكتور ناصر الغامدي في مداخلته عقب نهاية جلسة «شهادات المبدعين» في ختام ملتقى نادي الباحة الأدبي الكاتب عبده خال، مؤكدا أن جميع رواياته تتحدث عن الجنس، وطالبه بالخروج إلى آفاق أخرى. عبده خال أجاب على انتقاد الغامدي قائلا: «كلنا جئنا عن طريق الجنس، فلماذا نتعامل معه وكأنه جريمة»، وأضاف «الجنس أعلى مراتب الحب، ومن لا يمارس الجنس لا يعرف الحب، لكنه حين يسرف في هذا الأمر يتحول إلى رذيلة، وحديثي عن الجنس بضوابطه الشرعية المنظمة وليس بطرقه غير السوية»، وفي نهاية الإجابة خاطب الحضور قائلا: هل وفقت في الإجابة؟ فردوا: نعم. عبد الرحمن السلمي تداخل مع عبده خال، قائلا: «تتمتع بهذه الموهبة، فلم اذا لا توظفها بما يفيدك في الدنيا والآخرة، بدلا من حديثك المفرط عن القذارة على لسان طارق، في روايتك (ترمي بشرر)». ولفت خال في رده إلى أن المسألة الأخلاقية التي تحاكم بها الكتابة تكون من داخل النص وليست من خارجه، مبينا أن الله سبحانه وتعالى حينما خلق البشر لم يخلقهم جميعا أسوياء، بل خلق النفس السوية والنفس القابلة للانحدار، والتي تكون أنموذجا سيئا للبشرية، وأضاف خال «لو لم يكن الأمر كذلك لما ذكر لنا الله في القرآن الكريم العديد من الشخصيات التي تمثل الدرك الأسفل للنفس البشرية من ممارسات وسلوكيات بما فيها اللواط حين عذب قوم بسبب هذا البلاء. وأوضح خال أن طارق في روايته (ترمي بشرر) حينما قال: «إننا كلنا قذرون»، كان صادقا، غير أن نسبة القذارة تختلف من شخص لآخر، وليس بالضرورة أن تعني كلمة القذارة أن يكون الشخص القذر (نتن)، فربما تكون القذارة سلوكيات تجارية أو زراعية قذرة، مؤكدا أن الإنسان يمارس القذارة ومع ذلك يوجد لها الغطاء الشرعي. الدكتور أحمد العدواني سأل عبده خال عن إمكانية أن تصبح القصة رواية وهل يتحكم الروائي في وضع حد لحجمها أو نهايتها. وبين خال أن المسألة ليست لها علاقة بالإبداع ولا يمكن للراوي أن ينهي روايته في ظرف معين كون الكتابة حالة، حينما تنتهي، ينتهي النص عند ذلك الحد. أحد المداخلين سأل خال، لماذا لم تتحدث خلال الجلسة عن نفسك؟ فأشار خال أن شهوة الحديث عن النفس أمر عظيم، وقال كنت أتمنى أن أتحدث عن طفولتي وعن المؤثرات في مسيرتي وعن العبقرية العظيمة التي أحملها، قالها ضاحكا، إلا أن كل هذه الأمور قد عرفها الناس عني فلم أحبذ إعادة ذكرها حتى لا يقول لي البعض (بايخة) فآثرت الصمت. ثناء الشخص من القاعة النسائية، قالت في سؤالها المكتوب لعبده خال والذي قرأه أمام الحضور، أنت ترمي بشرر، فرد بقوله، هي ترمي بشرر، وسألت عن بعض الشخصيات التي وردت في روايته الأخيرة، ليجيب «يبدو أنها صدقت الرواية حرفيا»، مشيرا إلى أن ما دار في الرواية مجرد افتراضية لا يحاكم عليها. القاص جمعان الكرت، سأل خال هل يتحدث الرواة عن ذواتهم ونفسياتهم؟ فلفت خال، أنه كان يتحدث عن ذاته ومعضلته مع ما يكتبه، مبينا أنه لم يتحدث عن الشخصيات، لأن الشخصيات قد كتب قدرها من خلال الروائي وليس لها قدرة أن تتحرك من داخل الإطار لأنه مكتوب. يذكر أن ليلى الأحيدب ويوسف المحيميد، شاركا عبده خال في الجلسة مساء الخميس الماضي، وقدمها رئيس أدبي الرياض الدكتور عبدالله الوشمي.