قال الروائي عبده خال إن أدبيات السرد تجعل السارد في مواجهة من يستمع إليه، وتساءل خال: ماذا لو أن الروائي زار شخوصه التي كتب عنها، وأضاف: قبل أن يكتب الروائي يكون ديكتاتوريا بطبعه لكي يستطيع أن يسيطر على تلك الشخوص. جاء ذلك في ندوة «الرواية السعودية قراءة ومقاربات»، التي أقيمت البارحة في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في الرياض ضمن أنشطة المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وشارك فيها عدد من الأدباء من مختلف البلدان العربية. وأشار خال إلى أن الشخصيات تطارد الكاتب في كل مكان، فتجد الشخصية في الرواية تقترح عليك أقدارها، وأضاف: أتصور أنني الآن أردت أن أجلس وأنا أتحدث مع جليلة فما الذي يمكن لجليلة أن تكون تلك المرأة الغائبة أليست جليلة حاضرة غائبة من خلال واقع اجتماعي فجليلة أو درويش أو أبو العمائم كلها شخصيات كنت أكتبها منتشيا والقارئ يأتي منه النقد للرواية. وتساءل هل يستطيع الكاتب أن يتعاطف مع شخصياته ويتمنى أنه لم يورط هذه الشخصيات، وتحدث عبده خال عن الشخصية الرئيسة في رواية ترمي بشرر التي فازت أخيرا بجائزة البوكر، وهي شخصية طارق فاضل، وقال إن من القراءات التي صدرت عن الرواية أن شخصية طارق شخصية قذرة ليست قذارة مكتسبة وإنما تأخذ قذارتها منا جميعا. المشاركون في الندوة عبر الجلستين ركزوا على الوصف والمكان وتطور مسيرة الرواية في السعودية، معترضين على تسمية مناطقية الرواية، واستعرضوا في قراءاتهم عددا من الروايات السعودية للجنسين، مقدمين قراءة نقدية لها، كما قدم عدد من الروائيين قراءات لمسيرتهم في كتابة الرواية.