في الوقت الذي شرعت بعض الدول العربية المعنية بالملف الفلسطيني الداخلي التحرك لاحتواء الخلاف الذي احتدم بين حركتي حماس وفتح حول مكان انعقاد جولة الحوار الثانية، أكدت مصادر في حماس أن الحركتين على وشك الاتفاق على عقد اجتماعهما الثاني الأسبوع المقبل. وأشارت المصادر إلى أن حركة فتح اقترحت على حماس تقديم أسماء بالعواصم التي ترغب أن يعقد فيها الاجتماع المرتقب، مضيفة أن العاصمة القطرية الدوحة قد تكون مكانا يضم جولة الحوار المقبلة، بيد أن مصادر فلسطينية مستقلة لم تستبعد إمكانية عقد الاجتماع في دمشق، وهي المحطة التي احتضنت جولة الحوار الأولى، في حال سارت الأمور بشكل إيجابي. وتابعت المصادر قائلة إن الإشكاليات التي طرأت أخيرا، وحالت دون عقد اللقاء بين حركتي فتح وحماس في العاصمة السورية دمشق، يجرى تذليلها على إبقاء المكان نفسه، وعلى أن توجه دعوة رسمية من سورية لقيادة فتح لزيارة دمشق لاستكمال مداولات الملف الأمني. وكان من المقرر عقد اجتماع في العشرين من الشهر الجاري بين حركتي فتح وحماس لبحث الملف الأمني، إلا أنه تأجل بعد طلب فتح نقل مكان الاجتماع إلى عاصمة أخرى غير دمشق، وهو الأمر الذي رفضته حماس. وكشفت المصادر أن هناك جهودا تجري لتقريب وجهات النظر بين الرئيسين محمود عباس وبشار الأسد، يوجه بعدها دعوة من القيادة السورية إلى فتح لاستكمال مناقشة الملف الأمني الذي يمثل حجر زاوية المصالحة الفلسطينية. من جهته، أفاد المتحدث باسم حماس الدكتور صلاح البردويل أن الحوار مع حركة فتح متواصل، بغية التوافق على مكان بديل لإتمام حوار المصالحة والتوصل إلى تفاهمات فلسطينية فلسطينية تصبح مدخلا لتوقيع الورقة المصرية. ويشار إلى أن اختلافا في وجهات النظر طرأ على رؤى الرئيس محمود عباس والرئيس السوري بشار الأسد في قمة سرت الليبية، أدى إلى تعطيل عقد اللقاء الذي كان مقررا عقده في دمشق. إلى ذلك، اتهمت حركة فتح أمس حماس الحديث بلسانين مختلفين أمام الشعب الفلسطيني والغرب. وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، أن حماس تتحدث بلغتين الأولى خشنة وبصوت مرتفع عندما تتحدث مع أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي وتزايد بها على مواقف حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، والثانية ناعمة وفيها الكثير من المرونة لتكون شهادات اعتمادها لدى الغرب.