تحولت جدران المقابر في مراكز شرق الطائف، إلى شواهد على «الغرام الميت» إذ اتجه مجهولون إلى تدوين الذكريات والأشعار على الأبواب والأسوار في ظاهرة تبرز غياب التوعية وندرة العقوبات للحد من استفحالها، وتنوعت سلبياتها ما بين تشويه للمشاريع الحكومية الجديدة وتأثير على سلوكيات النشء بالعبارات غير اللائقة ومضايقة الفتيات والطالبات ومحاولات الترقيم عن طريق هذه العبارات التي دون بعضها أمام مدارس البنات وعلى أسوارها. وعن تلك التصرفات المزعجة يقول المواطن خالد سجدي العتيبي «السكان تقدموا بشكوى رسمية للمركز الإداري مدعومة بصور الكتابات التي طالت المقابر والأسواق النسائية والمدارس والمشاريع الحكومية، وتفاعل المركز الإداري مع الشكوى، حيث وجه خطابات للجهات المعنية من إدارة التربية والتعليم، بلديات، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ للتعامل مع الظاهرة توعوياً وإيجاد حلول لها. ويشير العتيبي إلى أن الظاهرة استفحلت ولا بد من حلول عاجلة لها حيث نجد عبارات تثير الغضب والاشمئزاز ما بين عبارات غير لائقة ومحاولات ترقيم أمام المدارس إضافة إلى تدوين الأبيات الغرامية على أسوار وأبواب مقابر الأموات في امتهان لحرمة الموتى. وطالب مواطن آخر بالوقوف على هذه الظاهرة وتشكيل لجنة للعمل على الحد منها في شمال الطائف كونها لم تقتصر على جدران البيوت المهجورة بل طالت المدارس والمشاريع الجديدة التي صرفت عليها ملايين الريالات لكي تظهر بصورة جميلة وخير دليل على ذلك مركز صحي ظلم النموذجي الجديد الذي طالته كتابات قبل أن يدشن العمل فيه. وأوضح ل «عكاظ» المتحدث الرسمي في أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أن الأمانة والبلديات التابعة لها البالغ عددها 18 بلدية ما بين مرتبطة وفرعية تتعامل مع هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر التي تؤثر على نظافة وجمالية الشوارع والميادين والجسور «حيث يتم التعامل مع أية ملاحظات من هذا النوع والعمل على طمس الكتابات من أسوار المرافق العامة». مشيراً إلى أن هناك جهات إشرافية في البلدية لمتابعة مثل هذه الملاحظات إضافة إلى وجود تنسيق مستمر مع الجهات ذات العلاقة في التعليم لتوعية الطلاب وتثقيفهم بسلبية ذلك. وبين المتحدث في أمانة الطائف أن هناك حملة توعوية مكثفة تطلقها أمانة الطائف كل عام لتعزيز النظافة والإصحاح البيئي ومن ضمنها إزالة الرسومات والكتابات العشوائية من على الجسور وكافة المواقع والمرافق العامة وذلك بمشاركة الجهات المعنية من قطاعات تعليمية وأمنية وحكومية. من جهته، أكد مدير الإعلام التربوي في إدارة التربية والتعليم في الطائف عبدالله الزهراني أن تعليم الطائف يدين مثل هذه الممارسات ويستنكرها «لتشويهها للمرافق العامة والمشاريع الحكومية وسلبياتها المتعددة». لافتاً إلى أن تعليم الطائف ينفذ حملات دورية ما بين توعوية وتنفيذية داخل المدارس الثانوية والمتوسطة بتوجيهات ومتابعة مدير تعليم الطائف محمد أبو راس الذي وجه بتنفيذ حملات توعوية وذلك ضمن برامج الأنشطة الطلابية والإذاعة المدرسية واللقاءات مع مديري المدارس والمعلمين، كما تنفذ المدارس حملات لإزالة الكتابات من على أسوار المدارس والمرافق العامة بالتنسيق مع الأحياء والجهات المعنية.