أشاد وزير الداخلية الألماني لوتار دو ميزيار بدور المملكة كشريك يعتد به لأوروبا في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، مؤكدا في حديث خص به «عكاظ» أن تحذيرات المملكة بشأن احتمالات وقوع أعمال إرهابية على عواصم أوروبية، لهو دلالة جلية على يقظة منظومة الأمن السعودي للتصدي للإرهاب، وتنبيه الشركاء الاستراتيجيين. ولفت دو ميزيار إلى أن هناك قناعة أصبحت تسود بأن الإرهاب بات يهدد الأمن في أنحاء المعمورة، وأن التعاون لمكافحة الإرهاب بات أمرا ضروريا، مشيرا إلى أن بلاده تعمل في هذا الإطار على التعاون مع المملكة، لا سيما في ظل خبرة المملكة الثرة الكبيرة في هذا الصدد. ونوه وزير الداخلية الألماني أن بلاده والاتحاد الأوروبي يتابعون التحذيرات التي وردت أخيرا من سلطات الأمن السعودية، ويأخذونها مأخذ الجدية، والتي أفادت بأن فرع مايسمى بالقاعدة في الجزيرة العربية ربما ينشط أو جاري التخطيط لينشط في الفترة المقبلة لضرب أهداف أوروبية، معتبرا أن هذه الإجراءات تتطلب تنسيقا أوروبيا موحدا. من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفله أن الإرهاب قد يتزايد في المرحلة المقبلة، خاصة بعد التحذيرات الواردة من الأجهزة الأمنية السعودية، مشددا في ثنايا تصريحات أدلى بها في برلين أن جميع الممارسات التي لا تتفق والقوانين الدولية تعتبر أعمالا إرهابية. وطلب من سفارات ألمانيا في الخارج توخي الحذر في إعطاء تأشيرات لدخول ألمانيا، أو تأشيرات «شينجين» إلا بعد التأكد من صحة المعلومات، مشيرا إلى أن ألمانيا ينبغي أن تتعامل مع ملف الإرهاب بحساسية تامة حتى لا تثير حفيظة المسلمين المقيمين في بلاده، منتقدا في ذات الوقت بالإعلام الألماني والأوروبي الذي يخلط ما بين الإرهاب والمسلمين. في ذات الصدد، أوضح وزير الخارجية الألماني فسترفله أنه تشاور في زيارته الأخيرة إلى المملكة مع المسؤولين حول إمكانات التعاون في مجال الإرهاب، لا سيما بعد تحذيرات سلطات الأمن السعودي التي وصفها بأنها تبلي بلاء حسنا عبر جهد متميز وجيد للغاية.