أكد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفله في حوار مع «عكاظ» على تقديره للدور المهم الذي تتبوؤه المملكة في هذه المرحلة التي وصفها بأنها تاريخية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. وأشار إلى العلاقات الوطيدة التي تربط بين المملكة وألمانيا، منوها بعلاقات الصداقة المبنية على الاحترام والثقة المتبادلة. وأوضح أن زيارته الأخيرة إلى المملكة فتحت آفاقا واسعة للتعاون ولتحقيق شراكة متينة في المجالات السياسية، الاقتصادية، والثقافية، ولما يمكن أن تتميز به هذه الشراكة فيما يخص ملفات عديدة تتعلق بالعلاقات الثنائية والعلاقات الدولية على السواء. ولفت إلى مبادرات الملك التي وصفها بأنها تعمل على أساس استقرار منطقة الخليج، موضحا أنه من المؤيدين لمسار دبلوماسي لحل الأزمات الراهنة، ولذلك فهو يعتبر امتناع بلاده عن التصويت في قرار مجلس الأمن 1973 بشأن فرض حظر جوي على ليبيا كان قرارا صائبا. وأعرب عن أمله أن يكون هناك مساحة للحوار في هذا الشأن، مشيرا إلى أن بلاده ستشارك في دعم الإمدادات الإنسانية إلى الشعب الليبي. وتطرق الوزير إلى مبادرة الخليج المعنية بالملف اليمني، قائلا إنها مبادرة تلقى اهتماما وتقديرا ليس فقط من ألمانيا، وإنما من دول الاتحاد الأوروبي على السواء. خاصة وأن أمن الخليج يتأثر بتهدئة الأوضاع في اليمن، والتوصل إلى حل دبلوماسي، موضحا أن بلاده والجانب الأوروبي حريصين على تقديم العون حتى لا يكون اليمن مقرا وملاذا للقاعدة والإرهابيين. ورأى فسترفله أن هناك مخاوف من البرنامج النووي الإيراني، ومن أن تتمكن طهران من تصنيع السلاح النووي. ولذلك، فإننا ننادي بضرورة التعاون مع إيران في هذا الصدد، وفتح هذا الملف بشكل أفضل. وهنا، لا يخفى علينا المبادرات السعودية والخليجية، وحرص المملكة رغم الأحداث الأخيرة على سياسات حسن الجوار للتأكيد على أمن واستقرار الخليج، لافتا إلى أنه من المؤيدين لهذا المطلب، ومن المطالبين بالحد من التسلح وحظر انتشار الأسلحة النووية. وأشار الى أن الأوقات التي يمر بها العالم العربي الآن، سيكون لها صدى على مسار السياسات في الشرق الأوسط. وأكد على أن بلاده والاتحاد الأوروبي يدعمان خيار الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية الذي لا بديل له، مشيرا إلى بيان الرباعية الدولية. وأوضح وزير الخارجية أن ملف الشرق الأوسط كان ضمن لقاءاته بالمملكة، ولا سيما أن الرياض أطلقت على يد الملك عبدالله بن عبدالعزيز المبادرة العربية للسلام، واصفا إياها بالمبادرة ذات المعنى الخاص، ويؤكد سعي المملكة من أجل تحقيق السلام العادل والشامل. وانتقل في هذا السياق إلى الأحداث في سورية بالقول إنه يرحب برفع حالة الطوارئ، إلا أنه يتحفظ على أعمال العنف ضد المتظاهرين، مقرا أنها غير مقبولة، إذ أن بلاده تدينها وتطالب سورية باتخاذ كل الإجراءات لحماية المواطنين. وفي الوقت الذي كان فيه وزير خارجية ألماني يحرص على الدور السوري في عملية السلام، رأى فسترفله أن عملية السلام ينبغي أن تستمر، لافتا إلى الجهود الأوروبية التي تبذل كل جهودها لإعادة مسار المفاوضات إلى مجراها الطبيعي أيضا بغية احتواء الوضع الإنساني في المنطقة، وتحقيق خيار دولتين تعيشان في آمان واستقرار جنبا إلى جنب. واتخذ الحديث مع وزير الخارجية الألماني منحى آخر لينتقل إلى العراق وأفغانستان حيث أكد أن بلاده يهمها المشاركة العربية في هذا الصدد. وقال إنه تابع اهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالعراق ودعوته لجميع الفصائل الحضور إلى الرياض تحت مظلة الأممالمتحدة بعد موسم الحج، مشيرا إلى أنه رغم تشكيل الوزارة الجديدة في بغداد إلا أنه على قناعة من أن حوارا مفتوحا يلتئم في المملكة سيخدم الأوضاع الراهنة في العراق، منوها بأن بلاده تدعم العراق في مجال المساعدات الإنسانية وفي إطار برنامج أوروبي شامل، كما أنها تتطلع إلى حل مشكلة أفغانستان. ولم يؤكد استضافة بلاده لمؤتمر دولي حول أفغانستان خريف هذا العام.