لا يمكن لنا فهم زيارة الرئيس الإيراني «أحمدي نجاد» إلى لبنان أو إلى حكومة الظل «حزب الله»، ما لم نستعد تاريخ «حزب الله» ومتى ولد، ولماذا اختفى موسى الصدر من لبنان وإلى الأبد؟ «فحزب الله» هو الابن الشرعي لإيران منذ ولادته، وكانت شعاراته المعلقة أمام باب الحزب في ثمانينيات القرن الماضي مكتوبة باللغة الفارسية، ثم دخل حربا مع حركة أمل «الشيعية» أيضا، وذهب ضحية هذه الحرب 600 قتيل، رغم أن المذهب واحد لكن التوجه السياسي لم يكن واحدا، فالصدر كان توجهه السياسي بأن تصبح دولة لبنان مستقلة، وألا يتحكم دين أو مذهب بلبنان وأن تكون لبنان لكل اللبنانيين، وأن على الشيعي أن يعمل لمصلحة كيان الدولة وليس لمصلحة المذهب. أما حزب الله فكانت مرجعيته لإيران حتى لغته كانت فارسية، وكان ومازال يتحرك حسب مصالح إيران، ولا يكترث لمصالح لبنان، وإن تعارضت مصلحة لبنان مع إيران، فالحزب إيراني وإن تعلم زعماؤه اللغة العربية. هذه القراءة لتاريخ «حزب الله» سيفسر لنا خطاب الرئيس الإيراني «نجاد» في جنوب لبنان، فالخطاب وإن لعب على المشاعر العربية المدمنة للحروب رغم هزائمها، إلا أنه كان موجها لما وراء البحار «أمريكا» التي بدأت تتحرك لعقد اتفاقية مع تركيا لنشر صواريخ الردع على الأراضي التركية، بعد أن تم تحريك قضية المفاعل النووية لإيران، لتصبح الصواريخ ورقة ضغط على إيران، فجاء خطاب «نجاد» كورقة ضغط على مصالح أمريكا في المنطقة، أو كان يريد أن يقول: إن ضربت المفاعل سنشعل المنطقة من جديد. هو أيضا أي خطابه موجه للداخل، فالصور التي وضعت خلفية لنجاد وهو يلقي خطابه، وإن كانت تحمل طابعا مذهبيا إلا أن المذهب كان خلفية تستغله السياسة الإيرانية، لتخيف العرب من صراع طائفي، فيما الصورة تعلن وبصريح العبارة: أن لبنان أصبحت مقاطعة إيرانية. المدهش في كل هذا أن غالبية الشعوب العربية تمارس صمتا أمام هذا الاحتلال، ولا أحد يفكر بالنضال ضد هذا الاحتلال، بل هناك من يحاول تقديم صورة جميلة لهذا الاحتلال. فهل احتلال إيران للبنان أجمل، أم الاحتلال بكل أنواعه نوع من أنواع العبودية تمارسه دولة ضد شعوب دولة أخرى، أم أن العقل العربي يتعامل مع الاحتلال بانتقائية، كما حدث حين احتل صدام الكويت كان هناك من يؤيد مثل هذا الاحتلال، لكنه يرفض احتلال إسرائيل للبنان؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة