• يشكل نجاح مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نقلة نوعية في رفع ثقافة الحوار بين طبقات المجتمع، بل أسس منهجا حواريا وطنيا بمفهومه الشامل، ونجح المركز بإمكانياته الفنية والإدارية والمالية والفكرية في الوصول للأهداف التي رسمها خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار بين أوساط المجتمع وتدريبهم على مهارات الحوار وآدابه، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح، وهي الدائرة الرئيسية التي يرتكز عليها مركز الملك عبدالعزيز في برامجه الحوارية ورؤيته المستقبلية. • فالانتماء للوطن لا يحدد بشعارات وأحاديث عابرة، والمحافظة على الممتلكات لا تحدد بتعليمات أو عقوبات تصدرها جهات حكومية فكل من تصنع ذلك ثقافة الانتماء وثقافة الحوار التي تنطلق وتؤسس من المنزل والمدرسة والمجتمع. • ومع النجاحات التي حققها المركز في نشر ثقافة الحوار بين طبقات المجتمع بجميع فئاته في جميع المجالات الاجتماعية والصحية والفكرية باستثناء الرياضية التي تحتاج لوقفة حازمة تعيد ثقافة الحوار الرياضي، وتعيد أسس الحوار بين الشباب المنتمين والمرتبطين بأنديتهم الرياضية. • مؤسف ما نشاهده اليوم في رياضتنا بكل أقسامها (إعلامها، رؤساء أنديتنا، وجماهيرنا) من حوارات رياضية ركيكة تجاوزت لغة العقل والمنطق بل رسمت لنا مستقبلا مخيفا للغة الحوار المليئة بالضجيج التي تظهر من رؤساء الأندية والعاملين بها، وكذلك تجاوز لغة رقي الطرح العقلاني في الرأي الرياضي في بعض وسائل الإعلام. • لن أثقل على كاهل الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تأسيس الحوار الرياضي، ولكن هي دعوة لمركز الملك عبدالعزيز في التعاون مع الرئاسة العامة لإطلاق مبادرات رسمية تأخذ طابع الجدية في تنفيذ برنامج حوارنا الرياضي بين رؤساء الأندية والمشجعين والإعلاميين بصورة تعكس حضارتنا وهويتنا السعودية الأصيلة. • مشاهد مؤسفة سجلت خلال الفترة الماضية، منها: دخول مشجعين من شباب الوطن في منتديات إيرانية تناصر الفريق الإيراني وتحفزه على الفوز على ممثل الوطن الهلال، مشجع آخر في بداية حياته العملية يعلن عن نحر إبل في حالة خسارة الهلال من الممثل الإيراني، وعلى مستوى أنديتنا المحلية ما تعرض له مشجع وإداري نادي الطائي الرياضي من ضرب من قبل العاملين في النادي؛ بسبب حوار من أجل النادي. • مشاهدات مخجلة في وسطنا الرياضي تكشف الوجه الآخر لهذا الوسط المتلون بألوان الأندية، لكن هل بحثنا عن الأسباب الرئيسية وراء كل ما يحدث ويخرج عن النص؟ • السبب غياب لغة الحوار الرياضي بين الشباب. لم نمنح لهؤلاء الشباب مساحات التعبير والاستماع لوجهات نظرهم، بل لم نستمع لانتقاداتهم التي ربما تكون هادفة في رياضتنا السعودية. • آخر الميدان تفوق المنتخب السعودي الشاب وتأهله لنهائيات كأس العالم شهادة نجاح وتفوق لمدربنا الوطني خالد القروني. [email protected]