تلخصت جولة أمين جدة الدكتور هاني أبو راس للأحياء الواقعة جنوبي وشرقي المحافظة أمس، والتي دامت لأربع ساعات، في مواصلة المواطنين بث شكاواهم عن مشاكل الخدمات الأزلية بالنسبة لهم، والمتمثلة في طفح المجاري، سوء السفلتة، انعدام النظافة، وبطء أعمال الإصلاح في المواقع المتضررة جراء أمطار وسيول الثامن من ذي الحجة الماضي، فيما اكتفى رؤساء بلديات هذه الأحياء بترديد عبارة «كله تمام» للأمين. وبدأت جولة أمين جدة في أحياء شرقي جدة من حي أم الخير، فيما انطلقت في الأحياء الجنوبية من حي الجامعة، وطوال تنقله في الأحياء الجنوبية والشرقية التي يفصلها طريق الحرمين استوقفه المواطنات والمواطنون في عدة مواقع لنقل شكاواهم ومخاوفهم من تكرار الحوادث الناجمة عن أمطار وسيول العام الماضي، وبالأخص مع اقتراب الموعد المنتظر للأمطار قريبا. واطلع أمين جدة على الإجراءات المنفذة من بلدية أم السلم بالتعاون مع لجنة التعديات في وادي قوس في إزالة ما تبقى أو ما تم استحداثه من العقوم الترابية، بعد أن أزالت البلدية واللجنة ثلاثة عقوم كبيرة كانت تعترض مسار الوادي، وأربعة أحواش مستحدثة وبمساحات كبيرة، وعدد من بقايا المباني المهجورة والباحات (أحواش) غير مأهولة، حيث تم تحديد جميع المواقع الواقعة ضمن مجرى السيل وفقا للدراسة التي أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية، وتم إشعار أصحاب المواقع يدويا أو من خلال الكتابة على جدران المواقع. وشملت شكاوى سكان الأحياء تردي مستوى الخدمات البلدية بشكل عام، والحاجة إلى مشاريع تصادر انعدام النظافة وتقضي على المياه الآسنة التي تهددهم صحيا وبيئيا، وسفلتة الطرق المؤدية إلى مدارس المنطقة ومنازلهم، والتي أهملت منذ كارثة السيول العام الماضي دون تحرك من الجهات المعنية في إعادة تأهيلها ووضعها على الطريق الصحيح. وأكد الأهالي لأمين جدة استعدادهم للدفع من جيوبهم الخاصة، والتنازل عن حقوقهم في أملاكهم، والتعاون مع الأمانة في كل ما يصب للمصلحة العامة؛ نظير تحسين مستوى الخدمات لصالح القاطنين في المنطقة، وإنهاء تردي الأوضاع بشكل جذري وحاسم. وقال الأهالي إنهم يجدون سوء تعامل وضعفا في التجاوب من قبل بعض المسؤولين في الأمانة، وبلدية أم السلم الفرعية حول مطالبتهم المتكررة بأساسيات البنية التحتية، والتي لم تجد ردة فعل مباشرة أو غير مباشرة لإتمام المشاريع في الأحياء. وناشد الأهالي أمين جدة الوقوف على أحيائهم عن كثب، ومراقبتها ومتابعتها بصفة شخصية يوميا وميدانيا إلى حين إصلاح الوضع برمته وتسييره كباقي الأحياء في المحافظة، والتنفيذ الأمثل لمجاري السيول وقنوات التصريف بمواصفات عالمية اقتداء بالدول المتقدمة؛ كون الحكومة قادرة على توفير جميع المتطلبات المالية اللازمة. ووجه الدكتور هاني أبو راس الإدارات المعنية في الأمانة بسرعة الانتهاء من أعمال صيانة مجاري السيول ونظافتها وكذلك العبارات خلال أسبوعين، والانتهاء من مشكلة الطفح في قويزة، فيما رفض التحدث إلى وسائل الإعلام والتعليق على ما شاهده في جولاته الميدانية أمس، محيلا الاستفسارات إلى وكيل الخدمات في الأمانة بالقول «سأجمع الصحافيين ذات يوم في لقاء كبير، وسأجيب على كافة الأسئلة المطروحة». واستمع أمين جدة في جولته الميدانية إلى شرح منسوبي الدفاع المدني في جدة من خلال الدكتور الرائد عبد العزيز الزهراني، الذي تضمن مقترحات في تحديد مجاري السيول وعرض معلومات عن أماكن تجمعها. وحدد الأمين شفهيا مع مندوبي الدفاع المدني العميد عبد الله الجداوي والرائد عبد العزيز الزهراني موعدا للاجتماع مع وكلائه والمساعدين في الأمانة بداية الأسبوع المقبل، لعرض المقترحات ودراستها وأخذ الصورة الكاملة عن أماكن تجمع السيول والحلول المقترحة لمواجهتها، وتطبيقها. وتسببت المركبات المرافقة لأمين جدة (40 سيارة)، استقلها مسؤولو أمانة جدة ورؤساء البلديات والأقسام ومهندسون في شركات مختلفة، وأخرى خاصة بالأمانة في منطقتي شرقي وجنوبي محافظة جدة، في اختناقات مرورية في عدة نقاط؛ نتيجة الوقوف العشوائي المتكرر في الطرقات العامة بسبب المساحات الضيقة. من جهته، أوضح وكيل الخدمات في أمانة جدة علي القحطاني أن الجولة جاءت بغرض استطلاع آراء المواطنين القاطنين في المنطقة، والتقييم النهائي لإصلاحات المواقع التي صدرت بحقها توجيهات من الأمانة إلى البلديات والأقسام والشركات المنفذة وتفقدها على الطبيعة، لقياس الاستعدادات المرصودة لمواجهة موسم الأمطار في حال وقوعها، لتجنب تكرار ما حدث العام الماضي. وقال القحطاني إن حلولا عاجلة يعمل على إتمامها منذ رمضان الماضي لتخفيف وطأة السيل في حال وقوعه، مضيفا «بيد أن هناك حلولا حاسمة تتطلب اعتمادات مالية وتحتاج إلى وقت لإتمامها، وبذلك وفرت الأمانة هذه الحلول لتجنب وقوع كوارث أخرى، ولا بارك الله فينا إذا ما أعيدت هذه المأساة مرة أخرى، خصوصا أننا نفس المسؤولين الموجودين في الأمانة منذ الكارثة السابقة». وأكد وكيل الخدمات لأمانة جدة أن إزالة المباني الواقعة في مجاري السيول وهو ما يمثل خطرا على حياة المواطنين أمر مفروغ منه؛ كون الحفاظ على الأرواح يعتبر الأهم لدى الأمانة. وأفاد القحطاني بأن الجولة تهدف إلى معاينة المرحلة التي وصلت إليها الجهود المبذولة، مبينا أن ما تم تنفيذه من الخطة العاجلة يصل إلى 90 في المائة، من المطلوب وهو غير كاف. وكشف وكيل الخدمات لأمانة جدة عن اعتماد دراسات تتضمن إنشاء سدود وغيرها من الاحتياطات اللازمة، والدولة وفرت الاعتمادات المالية المطلوبة لهذا حيث تبلغ 600 مليون ريال. وأضاف «تعكف الأمانة حاليا على إعداد كراسات الشروط والمواصفات بحيث يتم طرح هذه المشاريع فور توافر الاعتمادات المالية المطلوبة لها». وبين القحطاني أن تجربة افتراضية سيتم تنفيذها في مدة أقصاها شهر من الآن عبر لجنة طوارئ الأمطار التي تشرف عليها محافظة جدة.