انتهز أهالي حي مخطط أم الخير جولة أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبوراس التي نفذها أمس (الثلثاء) على أحياء شرق الخط السريع، وأعربوا له عن تخوفهم من أن يتسبب السد الموجود في الحي بتدمير منازلهم في حال تعرضه لأي قدر من السيول.وكان أمين جدة تفقد أمس (الثلثاء) أحياء شرق الخط السريع، واطلع على استعدادات الإدارات المعنية في «الأمانة» لمواجهة أي أمطار أو سيول مقبلة. واستمرت جولة الأمين ما يزيد على أربع ساعات اطلع خلالها على الإجراءات الميدانية المتخذة لحماية عدد من أحياء جدة ومنها مخطط أم الخير الذي بدأت منه الجولة، إذ استمع إلى شكاوى المواطنين والمواطنات الذين أبدوا تخوفهم من أن يتسبب السد الموجود في الحي بتدمير منازلهم جراء أية سيول مقبلة. وشارك في الجولة مدير الدفاع المدني في جدة العقيد عبدالله جداوي، ولجنة الأراضي الحكومية والتعديات وعدد كبير من مسؤولي الأمانة. واطلع أبوراس على الإجراءات التي تنفذها بلدية أم السلم بالتعاون مع لجنة التعديات في وادي قوس في حي قويزة وما تبقى أو تم استحداثه من العقوم، بعد أن أزالت البلدية واللجنة ثلاثة «عقوم» ترابية كبيرة كانت تعترض مسار الوادي، وأربعة أحواش مستحدثة بمساحات كبيرة، وعدداً من بقايا المباني المهجورة والأحواش غير المأهولة، إذ تم تحديد جميع المواقع الواقعة ضمن مجرى السيل وفقاً للدراسة التي أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية، وتم إشعار أصحاب المواقع يدوياً أو من خلال الكتابة على الجدران (للمواقع التي لايوجد بها أحد). كما شملت جولة أمين محافظة جدة أعمال «الأسفلت» بشارعي جاك وقويزة، ومخطط العدل ومجرى السيل الموجود به وأعمال الصيانة الجارية فيه، كذلك اطلع على أعمال نظافة وصيانة قنوات السيول، ووجه بسرعة الانتهاء منها، وتنظيف «عبّارات» المواصلات الواقعة أسفل طريق الحرمين. واستمع خلال الجولة لآراء المواطنين والسكان في جميع الأحياء التي زارها، مؤكداً العمل على إيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم. ووجّه الدكتور أبوراس الإدارات المعنية في الأمانة بسرعة الانتهاء من أعمال صيانة مجاري السيول والعبارات ونظافتها خلال أسبوعين، إضافة إلى الانتهاء من مشكلة الطفوحات في قويزة. واتفق أمين جدة مع مدير الدفاع المدني على عقد اجتماع في الأسبوع المقبل، بحضور قيادات الأمانة للتنسيق فيما بينهم استعداداً لموسم الأمطار. من جهته، أوضح وكيل الأمين للخدمات المهندس على القحطاني أن جولة الأمين تهدف في الأساس إلى إيجاد الحلول الناجعة لتجنب تكرار ما حدث العام الماضي، علاوة على استطلاع آراء المواطنين، مشيراً إلى أن الأمين منذ توليه الأمانة قبل شهرين نفّذ أكثر من 20 جولة على أحياء شرق جدة. وقال القحطاني: «إن لدى «الأمانة» بعض الخطط لدرء أخطار الأمطار والسيول منها خطط عاجلة، وأخرى بحاجة إلى اعتمادات مالية تتطلب وقتاً، بيد أنه تم البدء في العاجلة منها منذ فترة، إذ تم تعميد جميع رؤساء البلديات وجميع الأقسام المعنية في الأمانة للاضطلاع بواجباتهم، ونحن اليوم في مرحلة تقويم لما قمنا به والتعرف على استعدادات «الأمانة» لموسم الأمطار». وأضاف القحطاني أن الجولة تهدف إلى معاينة المرحلة التي وصلت إليها المجهودات المبذولة، مؤكداً أن ما تم تنفيذه من الخطة العاجلة يصل إلى 90 في المئة من المطلوب وهو غير كافٍ ولا يرضي مسوؤلي الأمانة، وأنه خلال شهر تقريباً أو أقل سنكون قد انتهينا من الاستعدادات كافة، مشيراً إلى أنه لو حدث (لا قدر الله) مثلما حدث في العام الماضي، فإن النتائج لن تكون بنفس السوء، لافتاً إلى أن الأمانة أدت الدور المطلوب منها، لكنها تطمح إلى الأفضل. وفي مجال الحلول طويلة الأجل، أفاد وكيل الأمين للخدمات أنه تم بالفعل اعتماد دراسات تتضمن إنشاء سدود وغيرها من الاحتياطات اللازمة، منوهاً إلى أن الدولة وفرت الاعتمادات المالية المطلوبة التي تصل إلى حوالى 600 مليون ريال، بينما تعكف «الأمانة» حالياً على إعداد كراسات الشروط والمواصفات إذ يتم طرح هذه المشاريع فور توافر الاعتمادات المالية المطلوبة لها. وكشف القحطاني تنفيذ تجربة افتراضية خلال شهر، تنفذها لجنة طوارئ الأمطار التي تشرف عليها المحافظة تضمن تحديد مهمات الجهات الحكومية كافة حتى تتكامل المنظومة. وطالب سكان جدة بالتعاون مع «الأمانة» لتحقيق الهدف الأسمى وهو الحفاظ على النفس البشرية، خصوصاً أن هناك بعض البيوت تقبع في مجرى السيل، ما يهدد حياة الناس إذا ما تكرر ما حدث العام الماضي، لهذا أخطرت «الأمانة» سكانها بضرورة الإخلاء من بعض المواقع التي بينها مواقع عليها صكوك، إذ لن يضيع حق أصحاب هذه المواقع (بحسب قوله).