تنشط قوافل المسافرين في مدينة تنومة مع نهاية وبداية كل عام دراسي بحثا عن كليات أو جامعات تستقبل خريجات المرحلة الثانوية اللاتي لا يوجد في منطقتهن جهة تستوعبهن، فيما تبقى الكثيرات حبيسات البيوت يتأملن شهادات تخرجهن بحسرة وألم لعدم قدرتهن على الرحيل لسبب أو لآخر. وأكد مدير مدرسة أبي بكر الصديق الثانوية عبد الرحمن فايز رحيل العديد من أهالي تنومة نهاية كل عام متنقلين بين مدن المملكة ومناطقها بحثا عن مستقبل لبناتهن خريجات الثانوية، مطالبا باستحداث كلية بنات في تنومة لإيقاف قوافل الرحالة وإنهاء معاناة الاغتراب، بعد أن بدأ حلم الكلية في تنومة بالمشيخ والأفول على مر السنين. ويشير المعلم شار بن عاطف إلى عظم معاناة الأهالي التي لا يعرف مرارتها سوى الآباء والأمهات الذين تضطر بناتهم إلى الرحيل خارج تنومة بحثا عن فرص التعليم الجامعي، فيما تلاشت أحلام كثير من الخريجات بمواصلة تعليمهن لظروف أسرهن المادية الصعبة وعدم القدرة على تحمل مصاريف الرحيل والاغتراب. ويذكر المواطن سعد ركبان أن وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي تفتتحان في كل عام معاهد وكليات وفروعا للجامعات في مختلف مناطق المملكة، بينما ظلت مطالب أهالي تنومة حبيسة الأدراج طوال سنوات مضت. أعيان مدينة تنومة يطالبون بإعادة النظر في احتياج مدينة تنومة من مشاريع التعليم العالي ومن ثم تقرير إنشائها أولا، الأمر الذي ستحسمه أعداد الخريجات في النهاية وظروف دراستهن خارج مدينة تنومة. الجدير بالذكر أن عدد سكان مدينة تنومة يتجاوز ال50 ألف نسمة، وأقرب كلية جامعية لمدينتهم تقع في محافظة النماص.