تجد هجرة أم قليب، 70 كيلومترا جنوب محافظة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية، نفسها خارج إطار الصورة التنموية لعدم تمتعها بمدارس ثانوية لأبنائها، ومتوسطة وثانوية لبناتها، وذلك يفرض على سكانها مواصلة دراسة أبنائهم في إحدى المدن أو المحافظات القريبة منهم، ونظرا لكون العديد من أهاليها لا تسمح لهم الظروف بالتنقل والسفر لإكمال تعليم أبنائهم وخاصة البنات اللاتي يصيبهن الإحباط عند الوصول إلى الصف السادس لمعرفتهن التامة بمصيرهن وهو بقاؤهن في منازلهن أو الرحيل إلى منطقة أخرى توجد بها مرحلة متوسطة وثانوية، وكأنهن لن يكملن دراستهن في مقاعد الجامعة نظرا لصعوبة التحاقهن بالمراحل القادمة. هجرة أم قليب من أقدم وأكبر هجر محافظة حفر الباطن، وتعود نشأتها إلى عام 1387ه، ويتفق سكانها على تذوق طعم المعاناة التعليمية طوال 30 عاما، وذلك ما يؤكده زيد بن نهار القني «نعاني منذ 30 عاما عدم وجود متوسطة وثانوية لبناتنا وعدم وجود ثانوية لأبنائنا، وهذا الأمر سبب إحباطا كبيرا لأبنائنا وبناتنا الذين يرغبون في مواصلة تحصيلهم العلمي، فالكثير من بنات الهجرة توقف تحصيلهن العلمي عند الشهادة الابتدائية دون حول ولا قوة منا، فظروف الكثير من الأهالي لا تساعد على التنقل إلى بعض المدن كحفر الباطن نظرا لبعد المسافة وصعوبة الذهاب والإياب بشكل يومي». ووجه آخر للمعاناة يكشف عنه سعد بن ضيف الله بن معزي «لا يوجد منزل بالهجرة إلا وبه طالبة أو طالبتان على أقل تقدير أنهين دراستهن الابتدائية وبقين ينتظرن الفرج من خلال افتتاح مراحل دراسية أخرى يستطعن من خلالها مواصلة تعليمهن الذي توقف عند هذا الحد الأدنى من التعليم»، مطالبا جهات الاختصاص بالعمل على افتتاح مجمع تعليمي في أسرع وقت ممكن. تمنيات وطلبات الطالب عبيد بن علي المطيري يشغل باله حاليا الاغتراب والبعد عن أسرته بعد تخرجه من المتوسطة نظرا لعدم وجود ثانوية يتمكن من خلالها مواصلة تحصيله العلمي بكل يسر وسهولة «هذا هاجسي وهاجس جميع أبناء الهجرة، ولكن يبقى أملنا بالله أولا ثم بالمسؤولين بالعمل على استحداث مدرسة ثانوية بهجرتنا لنواصل أن وزملائي من خلالها تحصيلنا العلمي وهذا كل ما نتمناه». فيما يشير رفاعي بن مناحي بن عشوان إلى أن أم قليب تعتبر الواجهة المحببة لأهالي حفر الباطن والقيصومة وكذلك مدينة الملك خالد العسكرية خصوصا وقت الربيع «نطالب بتلبية مطالبنا وإنارة مدخلها الخاص المتفرع من طريق مدينة الملك خالد العسكرية السفانية، كما أطالب هيئة السياحة والآثار بالالتفات إلى الهجرة القديمة وهي المحاذية للهجرة الحالية كونها تضم الكثير من الآثار والبيوت الطينية والذي لا يزال الكثير منها صامدا حتى هذه اللحظة». دون المعايير للوصول إلى حقيقة الفجوة في مؤسسات التعليم بالهجرة أوضح الناطق الإعلامي للتربية والتعليم بمحافظة حفر الباطن زبن الشمري أن قسم التخطيط المدرسي بإدارة التربية والتعليم أشار إلى أن إحداث المدارس في القرى والهجر يخضع إلى ضوابط وتعليمات وزارية محددة من حيث عدد الطلاب والطالبات والمسافة بينها وبين المراكز المجاورة، وهذه الضوابط لم تتحقق في هجرة أم قليب، فعدد طالباتها في المرحلة الابتدائية لا يتجاوز 19 طالبة منهن خمس طالبات في الصف السادس فقط، وهذا بدوره ينطبق على إحداث مرحلة ثانوية بالهجرة للبنين نظرا لقلة أعداد طلاب المرحلة المتوسطة». في السياق نفسه أكد مدير فرع إدارة الطرق والنقل بمحافظة حفر الباطن نهار بن حسن البوعينين وصول طلب أهالي هجرة أم قليب الخاص بربطهم بطرق معبدة لمحافظة حفر الباطن ومدينة القيصومة «بدورنا رفعنا طلبهم إلى الإدارة العامة للطرق والنقل بالمنطقة الشرقية وما زال الطلب تحت الدراسة»، مضيفا أن هناك طريقا مقترحا وتحت الدراسة يربط مدينة القيصومة بطريق السفانية بطول 35 كيلومترا والواقعة على امتداده هجرة أم قليب. وقال البوعينين إن هناك مراكز تطالب بربطها بطرق معبدة وإضافة إلى هجرة أم قليب هناك مركزا مناخ والمتياهة، مشيرا إلى أن هناك مقترحا تحت الدراسة باستحداث طريق يلبي جميع مطالب هذه المراكز يكون نقطة التقائه مركز مناخ .