إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن لفراقك يا أبا حامد، كلما اشتد الحزن شل التفكير وعجز القلم عن التعبير، ولكن ما نقول إلا ما أمرنا به الله عز وجل «إنا لله وإنا إليه راجعون» فكم يؤلمنا فراقك يا والدنا وحبيبنا، ولكن إرادة الله فوق كل شيء، رحلت يا والدنا وأرواحنا تعتصر من الألم، دعيت فلبيت نداء ربك، فلو أن الموت يقبل فدية لفديناك، ولكن الأقدار هي التي تختار وإرادة الله فوق كل شيء، فإلى جنان الخلد رحلت، وفي مستقر رحمته نزلت، ولسنا وحدنا من فقدك، لكن الله قد منحك المحبة من جميع من حضر وواسانا، وشارك في الدفن والدنا وحبيبنا؛ كنت مثالا للحلم ونور يستضاء به فهكذا يرحل النبلاء وتبقى ذكراهم العطرة في كل مجلس ومكان. والدنا الحبيب لقد بكت عليك قلوبنا من الحزن، وأظلمت الدنيا وغاب ضياؤها وبهاؤها، ولكن تبقى ذكراك ومحبتك الخالدة في قلوبنا، فجمعنا الله بك في جناته ومستقر رحمته، كما نسأل الله أن يجعل لنا -نحن أبناءك وأحفادك- عوضا أن يعظم أجرنا ويجبر كسرنا ويلهمنا الصبر على فراقك إنه سميع مجيب الدعاء. عيسى محمد المالكي