الحمد لله رب العالمين الذي كتب الفناء على جميع المخلوقات وحكم لنفسه بالعطاء وقضى لذاته الخلود. أبي الحبيب.. بالأمس القريب كنت فينا وبيننا ومعنا خير عون لنا بعد الله سبحانه وتعالى واليوم وقد اختارك المولى إلى جواره أسأل الله عز وجل أن يسكنك جنة النعيم مع الصحابة والكرام الميامين. يا أيتها النفس الكريمة لقد أسكنك الله في ساحات رحمته وعظيم مغفرته وواسع فضله لأنك تستحقين كل خير، فكنت أيتها النفس المؤمنة المطمئنة خير أب لأبنائه وبناته فكنت يا أباه معلماً فاضلاً ومربياً حكيماً وتربوياً ناجحاً في تربية النشء وتوجيهه بفضل الله تعالى وبفضل نصائحك العظيمة المباركة الجليلة، فقد غرست فينا مبادئ الحق والخلق والنور والدين والجمال، فكنت المصباح المنير الذي يضيء لنا طريقنا ويحد لنا طريق الحق من طرق الضلال، فكنت خير مسؤول وخير مربٍ لأسرة سارت على دربك وخطاك فرحمك الله رحمة واسعة وأورثك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. أبي الحبيب.. مرت خمس سنوات على فراقك لنا وكأنها أيام معدودات ولا أنسى أبداً تلك اللحظات الأخيرة وأنت تسلم روحك الطاهرة إلى بارئها وكيف لي أن أنسى هذه اللحظات وهي تخص أعز الناس إلى قلبي وكلما تذكرت هذا المشهد أشعر بالحزن المرير وغرق أحشائي ولكن عزائي الوحيد أن الله عز وجل قد من عليك بعظيم رحمته ففاضت روحك بلا عذاب. والدي العزيز.. كل شبر وطأته قدمك يكاد ينطق ألماً لفراقك ولتعلم يا أبي أننا على دربك سائرون ولن نضل الطريق بإذن الله مادامت ذكرياتك تملأ جنبات حياتنا. اسأل الله عز وجل أن يرزقك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك وأن يجمعنا بك الحق سبحانه وتعالى في مستقر رحمته ولتعلم يا أبي أن العين لتدمع وأن القلب ليحزن لفراقك ولا نقول إلا ما يرضي الحق عز وجل (إنا لله وإنا إليه راجعون). خالد جعفر مهري - جدة