رأيت عينة من النساء يعملن موظفات في المطار، ورأيت عينة منهن في الحرم الشريف يعملن مرشدات، وعينة أخرى في الأحوال المدنية موظفات في الأقسام النسائية، وعينة رابعة في البنوك، وخامسة في تعليم البنات.. أما هذا (التعليم) فقد اتسع لكل أمراض الوظائف من الفوضى الإدارية إلى انعدام التوصيف الوظيفي، إلى التداخل في الصلاحيات والمسؤوليات، إلى الاتكالية والنعرة القبلية والتعصب الشخصي للعلاقات والصديقات، إلى غياب الدافعية للإنجاز، وإلى الشعور بالإحباط وعدم التقدير وعدم الأمان الوظيفي.. وينتهي إلى السوالف وتوزيع الأحلام بالمجان!!! هذه مواصفاته وأوصافه من أصغر مكان فيه إلى أكبر مكان وظيفي لا فرق، بل كلما اعتليت أكثر غصت أعمق في اليأس والإحباط!! وأستثني من هذه العينات الإدارة النسائية لمكتب التوظيف النسوي للخدمة المدنية التابع لوزارة الخدمة المدنية الذي تديره الدكتورة بدرية العرادي، فلا يزال جديرا بالذكر الحسن!! ولا يزال واقفا في وجه المتغيرات يعمل بكفاءة وحسن ونظام، فحتى لا أكون قد أخذت المحسن بذنب المسيء!! عينات من النساء ولسن الجميع، لكنها عينات، كافية لإثبات دور المرأة الوظيفي في المجتمع، فهو في العادة تابع لمتبوع.. وفي العادة أيضا أن المرأة تبحث عن الوظيفة فإذا وجدتها كفت عن إثبات استحقاقها لها! وإذا كان النقص المعرفي باللوائح المهنية وبالأنظمة المرعية شائعا بين الموظفات النساء، فإن الأهم منه غياب الحس الأدبي والسلوك الإنساني وأدبيات الوظيفة عند البعض منهن!. رأيت في المطار فئة نسائية لا تعرف فن التعامل مع القادمات من العاملات المنزليات اللواتي لابد لهن من (المطار) قبل الوصول لبيت الكفيل! أول انطباع يصل إليهن هو تعامل هذه الفئة من الموظفات معهن! وبعضهن لا يتعاملن مع مثيلاتهن السعوديات إلا بالزعيق فكيف مع غيرهن من الوافدات بحثا عن لقمة العيش؟ الصوت المرتفع صار ضرورة عندهن! والألفاظ الحادة مباحة لدى بعضهن! عدا الانفعال الزائد وحدة الطبع في الردود مع عدم تقدير المسؤولية وغياب الجودة في الأداء مع أنهن يعلمن جميعهن أن الله -جل وعلا- أمر رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالرفق «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» فكيف بغيره من البشر وهو صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم؟! لا يختلف هذا التعامل مع السلوك الملحوظ عند بعض المرشدات في الحرم الشريف رغم أنهن في رحاب الحرم! أما في المستشفيات فبعض من يعملن فيها من السعوديات أسأن لغيرهن ولطبيعة المهنة في المكان الذي هو مستشفى وليس استراحة!! وفي دائرة الأحوال المدنية مثل هذا الوصف من التعامل وأسوأ!! «حيث توجد امرأة توجد عند البعض حساسية»، لذا كان ينبغي على بعض الموظفات تجاوز هذا التحسس بإثبات الدور والأهمية، لكن للأسف الوعي المحدود أدى إلى نتائج غير محمودة وأصبحت الوظيفة النسائية في حاجة إلى دراسة كيف تكون ولمن تكون ومتى تكون.. والله يعين على ما سيأتيني منهن!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة