يلتئم في جدة غدا 35 باحثا في ورشة عمل بهدف بناء استراتيجية وطنية لمعالجة الانحرافات الفكرية، إذ تعقد بعنوان «التعامل الأمثل لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي»، وتستمر ثلاثة أيام. ويدعم مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا ورشة العمل التي تهدف إلى تسليط الضوء ميدانيا على واقع الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي ودراستها من خلال محاور وجلسات متعددة يشارك فيها 35 باحثا واختصاصيا من العلماء وكبار المسؤولين والأكاديميين والمهتمين بقضايا الفكر والشباب في المملكة. وأوضح ل «عكاظ» رئيس الفريق العلمي للدراسة الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي أنه يشارك في الورشة مختصون من مختلف الجهات المعنية وأعضاء في مجلس الشورى ووزراء سابقون، وتسعى إلى مناقشة الموضوعات المتعلقة بالانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي من جوانب متعددة، ومن ثم وضع تصور مقترح لخطة استراتيجية لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب. وقال المغذوي إن الفريق العلمي يعكف على مشروع الدراسة منذ عام ونصف، وهي إحدى الدراسات التي تحظى باهتمام الجامعة لما لها من أثر متوقّع على تشخيص مشكلة الانحرافات الفكرية وعلاجها. وأضاف: دراسة الانحرافات الفكرية تبحث مشكلة استهداف الشباب السعودي ودفعه إلى الانحراف الفكري والآثار المدمرة للانحراف الفكري دينيا، تربويا، اجتماعيا، اقتصاديا، ونفسيا، وقصور بعض المعالجات الفكرية من مختلف الجوانب النظرية والعملية وبناء الاستراتيجيات لواقع الانحراف الفكري لدى الشباب السعودي. وأشار مدير الفريق العلمي إلى أنه يمكن لعدد من الجهات الاستفادة من نتائج الدراسة كقطاع الشباب السعودي، والقطاعات الحكومية المعنية بقضايا الشباب السعودي، والجهات الخيرية والمجتمعية الأخرى التي لها صلة بقضايا الشباب السعودي. وأفاد المغذوي أن الدراسة تهدف أيضا إلى التعرف على المفاهيم المتعلقة بالانحرافات الفكرية، وبيان أنواعها وأسبابها، وإيضاح عناية الشريعة الإسلامية بها، وبيان واقعها لدى الشباب السعودي، وإيضاح آثار وسبل معالجة الانحرافات الفكرية، واقتراح استراتيجية وطنية لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي. ولفت رئيس الفريق العلمي أن الدراسة تجيب على الأسئلة حول واقع الانحراف الفكري لدى الشباب السعودي، وآثاره وسبل علاجه والاستراتيجية الوطنية المقترحة لمعالجته. وبين المغذوي أن الدراسة لا تشمل الانحرافات الأخرى، مشيرا إلى أنها تقتصر على ظاهرة الانحراف الفكري لدى الشباب السعودي فقط، وتشمل عينات من مناطق متعددة في المملكة، اعتمادا على منهج البحث التاريخي ومنهج البحث الوصفي التحليلي. وذكر رئيس الفريق العلمي أن الإطار النظري من الدراسة يضع في الفصل الأول مباحث حول المقصود بالانحرافات الفكرية وأنواعها ودرجاتها وأهدافها وسماتها ومظاهرها ومعاييرها وتناقش إشكالاتها، فيما تبحث في فصل آخر الجذور التاريخية للانحرافات الفكرية وواقعها في مجتمع المملكة. وألمح المغذوي إلى أن الدراسة تناقش أيضا مصادر الانحرافات الفكرية لدى الشباب داخليا وخارجيا، وتعرض أسباب الانحرافات الفكرية لدى الشباب، وتبحث المحددات المفسرة لطرقه، مضيفا «تشمل الدراسة تقنية الإنترنت وآثارها السيئة وموقف الشريعة الإسلامية من الانحرافات الفكرية لدى الشباب». وزاد «الأمن الفكري وأهميته في حفظ الشباب في المجتمع السعودي وحمايته من الانحراف ضمن الدراسة، إضافة إلى مسؤولية قطاعات المجتمع السعودي وجهوده في معالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب، وآثار الانحرافات الفكرية وسبل علاجها». وبين رئيس الفريق العلمي أن الدراسة تطبق ميدانيا على عينة مختارة وفق أسس منهج البحث العلمي، مشيرا إلى أن الفريق يسعى إلى وضع إستراتيجية وطنية مقترحة لمعالجة الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي. كما تسعى إلى وضع خطة لتنفيذ الاستراتيجية على مراحل تبدأ بالتخطيط لمواجهة الانحرافات الفكرية، ثم التنظيم ثم التنفيذ العملي لخطط وبرامج المعالجة ووسائل تنفيذها ورصد النتائج والتحليل والتقويم.