شهد لقاء الأمس بين وزير شؤون الأديان الصيني وانغ زو آن والوفد الإسلامي العالمي برئاسة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، جلسة مصارحة بين الطرفين، حيث عمقت الرؤى المشتركة بين الجانبين في عدة قضايا، أهمها: تعزيز التفاهم بين الحضارتين الإسلامية والصينية. وأعاد الوزير الصيني طلب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية في انضمام الجمعية في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. وركز الجانبان في اللقاء الذي حضره سفير خادم الحرمين الشريفين يحيى اليحيى على ضرورة الحوار بين أتباع الأديان، حيث أوضح الوزير الصيني «نحن نشجع الحوار لتعزيز التفاهم والمعرفة المتبادلة، ومن حرصنا عليه شاركنا بوفد صيني في المؤتمر العالمي للحوار في مدريد الذي دعا إليه الملك عبد الله». أما الدكتور التركي فأشار إلى أهميته بتأكيده على أنه يسهم في تقارب الشعوب «هذا هدف كبير تسعى له الرابطة، حيث نظمت العديد من مؤتمرات الحوار التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين»، موضحا أن الرابطة تتطلع لتنظيم حوار لأتباع الأديان في الصين. وبالعودة إلى حديث الوزير الصيني، فإنه يؤكد أن هناك علاقات تعاون متبادل بين الصين والدول العربية والإسلامية «نعتبرهم شركاء، فصداقتنا معهم موغلة في التاريخ»، موضحا أن الجمعية الإسلامية الصينية نظمت يوليو الماضي معرض للثقافة الإسلامية، متمنيا أن يقام المعرض في دول عربية وإسلامية. وقال الوزير الصيني: «وسائل الإعلام الغربية عملت في السنوات الأخيرة على تشويه صورة الإسلام، ونحن نرفض هذه التصرفات لأننا نعلم أن الإسلام دين الرحمة والتسامح، لذا فإننا ندعم الجمعية الإسلامية الصينية لنقل صورة الإسلام الحقيقية إلى العالم». من جانبه، أوضح الدكتور التركي أن الوفد الذي يمثل المسلمين جاء بدعوة من الجمعية الإسلامية الصينية من أجل تقوية العلاقات مع الصين على مستوى المسؤولين في الدولة، والجمعية، والمسلمين الصينيين بشكل عام، خاصة أن الرابطة حريصة على التعاون مع الصين في الشؤون التي تهم المسلمين فيها. وقال التركي: «يهمنا أن يكون للمسلمين في الصين شأن في تنمية بلادهم، وأن يكونوا منتجين، ولهم تعاون إيجابي في بنائها»، مبينا أن الإسلام دين لا يؤيد العنصرية والفتن «نريد أن نصحح الصورة السلبية عن الإسلام التي نقلتها وسائل الإعلام الغربية». وأكد أن الرابطة تحرص أن يعرف المسلمون في بلاد الأقليات حقيقة دينهم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في أي شأن داخلي لتلك الدول، «ولذلك تسعى لمزيد من التعاون مع الجهات المسؤولة في تلك الدول من أجل هذا، ولذلك نرجو أن يكون في الزيارة اطلاع على أحوال المسلمين، وزيادة العلاقة مع المواطنين الصينيين من غير المسلمين». وأثنى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي على اهتمام الحكومة الصينية بالحوار، وحرية الاعتقاد وفق الأسس التي قام عليها كل دين، مشيدا بلقاء الرئيس الصيني بالشخصيات الإسلامية في الصين، معتبرها «نقطة إيجابية». واستحوذ إقليم شينجيانغ (شمال غربي الصين) على وقت كبير من اللقاء الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، بحكم أن الإقليم يقطنه غالبية المسلمون الصينيون. ويغادر الوفد اليوم إلى مدينتي كاشغر ولان تشو في مقاطعة شينجيانغ في زيارة لمدة ثلاثة أيام يلتقي خلالها حاكم المنطقة ومسؤوليها، وزيارة معهد العلوم الإسلامية، والاجتماع مع طلابه.