يزور وفد إسلامي رفيع المستوى يضم علماء ومفكرين من عدة دول إسلامية الصين الأسبوع المقبل، ويلتقي بالرئيس الصيني جاتسنغ لين، ورئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وعدداً من المسؤولين الصينيين، إضافة إلى لقاءات مع العلماء والأئمة المسلمين في عدد من المقاطعات الصينية، أبرزها إقليمي شينجانغ وكانسو، ومدن أورومجي، كاشغر، ولانجو. ويؤكد رئيس الوفد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن الزيارة التي جاءت بدعوة من رئيس الجمعية الإسلامية في الصين الشيخ هلال الدين تشين قوانغ يوان، ستعزز التعاون بين الرابطة والجمعية، وستتيح الفرصة لانطلاقة جديدة للحوار مع ممثلي الحضارات والثقافات في شرق آسيا، للتعاون في قضايا المشترك الإنساني، في ضوء مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار، مبينا حرص الرابطة على التواصل مع الأقليات المسلمة في العالم، من خلال لقاءات وفودها مع المسؤولين في الدول التي يقيمون فيها، ومع العلماء والدعاة ومسؤولي المنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية. وأوضح التركي أن المسلمين في الصين لهم تاريخ عريق، وهم جزء من الأمة، ولا بد من التواصل معهم، والتعاون مع الجمعية الإسلامية التي تمثلهم في إقامة المناشط الثقافية والاجتماعية المشتركة، مبينا أهمية العلاقات بين المسلمين والصين، التي «تعود إلى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وهي علاقات تشعبت بين وفود التجار والرحالة والبعثات الرسمية المتبادلة بين الخلفاء المسلمين وحكام الصين، حيث لقي الإسلام قبولا من أهل الصين منذ حكم أسرة تانج، التي حكمت الصين ما بين عامي 618 (907م) وفق ما سجله المؤرخون، وفي ذلك العهد بني أول مسجد في الصين». وبين أن مسلمي الصين أسهموا في الحضارة الصينية ومازالوا يشاركون في المجالات التنموية والثقافية والاجتماعية في أنحاء الصين، مشيرا إلى زيادة تواصلهم في هذا العصر مع البلدان الإسلامية وفي مقدمتها المملكة التي تستضيف حجاجهم في كل عام، وتمنح أبناءهم منحا دراسية فيها، مشيرا إلى أن كتب التاريخ زخرت بشرح العلاقة بين العرب المسلمين وأهل الصين، وما صاحبها من تماذج ثقافي، وتبادل تجاري، شهده طريق الحرير التجاري بين الجانبين، إلى جانب انتقال الصناعات الصينية إلى بلاد العرب ومنها صناعة الورق.